للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وفيها وصل رسول التتار من ملكهم خاقان (١)، الى عند صاحب ميّافارقين، السلطان شهاب الدين غازي ومعه كتاب إليه والى ملوك الإسلام، يأمرهم بالدخول في طاعته، وكان في عنوان الكتاب: «من نائب رب السماء، ماسح وجه الأرض، ملك الشرق والغرب قاقان» (٢)، وقال لشهاب الدين وقد جعلك سلاح داره (٣) وأمرك أن تخرب أسوار بلادك (٤)، فقال له (٤٧ ب) شهاب الدين: أنا من جملة الملوك وبلادي حقيرة بالنسبة الى الروم والشام ومصر، فتوجه إليهم فمهما فعلوه فعلته. وكان هذا الرسول شيخا لطيفا مسلما من أهل أصبهان.

وفيها جاء عسكر حلب الى حرّان ومعهم الملك المنصور إبراهيم صاحب حمص، فالتقوا مع الخوارزمية، فانكسروا (٥) الخوارزمية، وأنكى الحلبيون فيهم قتلا وأسرا، وهرب بركة خان الى الخابور (٦)، وأخذ المنصور صاحب حمص حرّان، وعصت عليه القلعة.

وفيها اختلف عسكر مصر على الملك الصالح نجم الدين أيوب، فقبض على جماعة كثيرة (٧).

وفيها تسلم عسكر الروم. آمد بعد حصار شديد (٨).

وفيها في يوم الأربعاء خامس شعبان، حفر أساس قلعة الجزيرة بمصر تجاه الفسطاط،


(١) هذا اللقب مصدره الأصل التركي لكلمة قاغان (Kaghan) الذي كان يطلق على رؤساء الترك في القرن السابع الميلادي ومعناه رئيس الرؤساء - والمقصود بالخاقان هنا هو أوغطاي ابن جنكيز خان. أنظر السلوك ج ١ ق ٢ ص ٣٠٧، حاشية رقم (٤).
(٢) في مرآة الزمان ٨/ ٧٣٣: خاقان.
(٣) السلاح دار: وموضوعها حمل السلاح حول الخليفة في المواكب، وصاحبها هو المقدم على السلاح دارية مع المماليك السلطانية والمتحدث في السلاح خاناه السلطانية وما يستعمل لها ويقدم إليها ولا يكون إلا واحدا من الأمراء المقدمين. صبح الأعشى ٤/ ١٨.
(٤) في دول الإسلام للذهبي ٢/ ١٤٤ ما يشبه ذلك وانظر أيضا المختار من تاريخ ابن الجزري ص ١٧٧.
(٥) كذا في الأصل والصواب انكسر، وحول كسرة الخوارزمية، أنظر مفرج الكروب ٥/ ٢٩٢ و ٢٩٤، زبدة الحلب ٣/ ٢٥٨ - ٢٥٩.
(٦) الخابور: اسم لنهر كبير بين رأس عين والفرات من أرض الجزيرة. معجم البلدان ١/ ٣٨٣.
(٧) يبدو أنّ هذا الخبر نقله ابن دقماق عن ابن الجوزي، قارن ذلك في مرآة الزمان ٨/ ٧٣٤ من دون الإشارة إلى أية تفاصيل. وربما المقصود بذلك الخبر هو الخلاف الذي وقع إبان تولي الملك الصالح نجم الدين السلطنة في مصر بينه وبين الأمراء الأشرفية والذي سوف يشير إليه ابن دقماق لاحقا.
(٨) في مرآة الزمان ٨/ ٧٣٤: ويقال إنهم اشتروها بثلاثين ألف دينار. ولمزيد من التفاصيل حول تسلم الروم لآمد أنظر مفرج الكروب ٥/ ٢٩٥ - ٢٩٦ وزبدة الحلب ٣/ ٢٦٠.

<<  <   >  >>