كتاب نزهة الأنام فى تاريخ الإسلام

ثم دخلت سنة ثمان وثلاثين وستمائة - ص: 131

وفيها كانت وقعة (١) بين الحلبيين والخوارزمية، وكان صاحب حمص (٢) مع الخوارزمية، فقصدوا حلب، ونزلوا على وادي (٣) بزاعة في خمسة (٤) آلاف فارس، فخرج اليهم عسكر حلب في ألف وخمسمائة فارس، فكسروهم كسرة عظيمة وأخذوا أموالهم ونهبوا أثقالهم وساقوا الى حيلان (٥)، وقطعوا الماء عن حلب وضايقوهم، ثم عادوا الى منبج (٦) فنهبوها وقتلوا أهلها، وفضحوا النساء، وعادوا الى حرّان. وكان الملك المنصور صاحب حمص نازلا على شيزر (٧)، فاستدعاه الحلبيون، فجاء الى حلب ونزل بظاهرها ومعه عسكر حمص وحلب.

وفيها سلم الملك الحافظ (٨) قلعة جعبر (٩) الى الحلبيين وعوّضوه عزاز (١٠)، وكان قد ضربه الفالج، وكان ولده قد مضى الى الخوارزمية يطلب عسكرا ليحاصره، فخاف، فجاء الى حلب (١١).

وفيها ظهر بالروم رجل تركماني يقال له البابا، وادعى النبوة، وكان يقول: «قولوا لا إله إلا الله البابا ولي الله» واجتمع إليه خلق كثير، فجهز اليه صاحب الروم جيشا، فالتقوا، فقتل بينهم أربعة آلاف رجل وقتل البابا (١٢).

---

(١) أنظر خبر هذه الوقعة في: زبدة الحلب ٣/ ٢٤٩ - ٢٥٣، مرآة الزمان ٨/ ٧٣٥، مفرج الكروب ٥/ ٢٨٢ - ٢٨٤.
(٢) هو الملك الصالح بن الملك المجاهد صاحب حمص، في مفرج الكروب ٥/ ٢٨٢.
(٣) في الأصل: باب، التصويب من زبدة الحلب ٣/ ٢٥٠ ومفرج الكروب ٥/ ٢٨٢. وبزاعة هي بلدة من أعمال حلب في وادي بين منبج وحلب. معجم البلدان ١/ ٦٠٣.
(٤) اثني عشر ألف فارس في زبدة الحلب ومفرج الكروب.
(٥) حيلان: من قرى حلب تخرج منها عين فوارة كثيرة الماء تسيح الى حلب وتدخل إليها من قناة وتتفرق الى الجامع والى جميع مدينة حلب. معجم البلدان ٢/ ٣٨٢.
(٦) منبج: هي مدينة كبيرة بينها وبين الفرات ثلاثة فراسخ وبينها وبين حلب عشرة فراسخ وهذه المدينة كانت تتبع صاحب حلب في عصر ياقوت الحموي، انظر معجم البلدان ٤/ ٦٥٥.
(٧) شيزر: هي قلعة تشتمل على كورة بالشام قرب المعرّة وتعد من أعمال حمص، معجم البلدان ٣/ ٣٥٣.
(٨) الحافظ أرسلان ابن الملك العادل في زبدة الحلب ٣/ ٢٤٨.
(٩) قلعة جعبر: تقع على الفرات مقابل صفين، وكانت تعرف أولا بدوسر فتملكها رجل من بني نمير يقال له جعبر بن مالك فغلب عليها فنسبت اليه. معجم البلدان ٤/ ١٦٤.
(١٠) عزاز: هي بليدة فيها قلعة ولها رستاق شمالي حلب بينهما يوم. المصدر السابق ٣/ ٦٦٧.
(١١) تشابه في الايراد مع ابن الجوزي، قارن في مرآة الزمان ٨/ ٧٣٣، وحول تفاصيل تسليم الملك الحافظ لقلعة جعبر انظر زبدة الحلب ٣/ ٢٤٨ - ٢٤٩، مفرج الكروب ٥/ ٢٧٩.
(١٢) تشابه في الإيراد مع ابن الجوزي، قارن في مرآة الزمان ٨/ ٧٣٣، وانظر تفاصيل ذلك في تاريخ مختصر الدول ص ٢٥١، والسلوك ج ١ ق ٢ ص ٣٠٧.