للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الفرنج على الخوارزمية وعسكر مصر. وكان الصالح اسماعيل قد أعطى للفرنج الشقيف (١) من بلاد المسلمين وصفد وكانت خرابا، فخرج اسماعيل من دمشق ونزل الشقيف [وسلمه إليهم بنفسه] (٢) وجهّز الناصر داوود عساكره من نابلس مع الظهير بن سنقر الحلبي والوزيري.

قال أبو المظفر (٣): وكنت يومئذ بالقدس [والناصر بالكرك] (٤) واجتمعوا بأسرهم على يافا والخوارزمية وعسكر مصر على غزة. وصار (٥) عسكر دمشق تحت أعلام الفرنج، وعلى رؤوسهم الصلبان والقسوس في الاطلاب يصلّبون على المسلمين وبأيديهم كاسات الخمر [يسقونهم] (٦). وساقوا الخوارزمية وعسكر مصر والتقوا على مكان يقال له أريحا (٧) بين عسقلان (٨) وغزة، وكانت الفرنج في الميمنة وعسكر الملك الناصر في الميسرة وابن صاحب حمص في القلب، وكان يوما عظيما لم يجر في الإسلام مثله، فأول ما كسرت الميسرة وهرب الوزيري و [أسر] (٩) الظهير بن سنقر الحلبي وجرح في عينه، وأخذ جميع ما له وأصبح فقيرا، وانهزم ابن صاحب حمص ومالت الميمنة بالفرنج فرأوا القلب والميسرة قد انكسروا وأحاطت بهم الخوارزمية. وكان عسكر مصر قد انهزموا الى قريب العريش ورموا كوساتهم (١٠) وأثقالهم وثبتت الخوارزمية وحصدوا الفرنج حصدا وأسروا (٥٨ أ) منهم ثمان مائة أسير ووصلوا الأسارى الى مصر والظهير معهم وعلقت الرؤوس على أبواب القاهرة وامتلأت الحبوس من الأسرى (١١).


(١) هي شقيف أرنون مر معنا ذكرها سابقا وعلقنا عليها في سياق أحداث سنة ٦٣٨ هـ‍.
(٢) التكملة من مرآة الزمان ٨/ ٧٤٥.
(٣) قارن في المصدر السابق ص ٧٤٦.
(٤) التكملة من المصدر السابق.
(٥) وساق صاحب حمص وعسكر دمشق تحت أعلام الفرنج، في المصدر السابق.
(٦) التكملة من المصدر السابق.
(٧) فرما، في مرآة الزمان ٨/ ٧٤٦، أما في مفرج الكروب ٥/ ٣٣٨ والسلوك ج ١ ق ٢ ص ٣١٧ بظاهر غزة دون تحديد دقيق للمكان.
(٨) عسقلان: هي مدينة من أعمال فلسطين على ساحل البحر بين غزة وبيت جبرين. معجم البلدان ٣/ ٦٧٣.
(٩) التكملة من مرآلآ الزمان ٨/ ٧٤٦.
(١٠) الكوسات: هي صنوجات من نحاس شبه الترس الصغير يدق بأحدها على الآخر بإيقاع مخصوص. أنظر صبح الأعشى ٤/ ٩.
(١١) حول هذه الواقعة، أنظر: مفرج الكروب ٥/ ٣٣٨ - ٣٣٩، المختصر في أخبار البشر ٣/ ١٧٢، النجوم الزاهرة ٦/ ٣٢٣، السلوك ج ١ ق ٢ ص ٣١٧.

<<  <   >  >>