للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وفيها عزل القاضي الرفيع [الجيلي] (١) عن مدارسه، وكان ذلك (٥٨ ب) في أواخر السنة الماضية، وسبب عزله وقتله، الوزير السامري (٢)، فإن الرفيع كتب الى الصالح اسماعيل: «قد حملت الى خزانتك ألف ألف دينار من أموال الناس»، فقال السلطان «ولا ألف ألف درهم»، وأوقف السامري على ورقة الرفيع، وكان الله تعالى قد سخر الصالح اسماعيل للسامري فلو قال له مت لقال لداعي الموت أهلا ومرحبا ليكون سببا لهلاكه ودماره، فأنكر السامري، فقال الرفيع أنا أقابله، فقال السامري للصالح اسماعيل هذا الرفيع قد أكل البلاد وأقام علينا الشناعات والمصلحة عزله ليتحقق الناس أنك ما أمرته بهذه الأشياء، فعزل عن القضاء أول السنة، وأخذت مدارسه وفوّض أمرها الى الشيخ تقي الدين ابن الصلاح (٣) وأعطى العادلية للقاضي كمال الدين عمر ابن بندار التفليسي (٤) صهر الخوئي، والشامية [البرانيّة] (٥) للشيخ تقي الدين ابن زين الدين الحموي، والعذراوية لمحيي الدين ابن الزكي، والأمينية (٦) لابن عبد الكافي، وغيّب الرفيع فلا يدري ما فعله به، واستقل محي الدين ابن الزكي بالقضاء واستناب الصدر بن سني الدولة (٧)، وحكم محيي الدين بإسقاط شهادات أصحاب الرفيع، العز ابن القطان والزين ابن الحموي والجمال ابن سيدة والموفق الواسطي [والنصير ابن قاضي بعلبك] (٨) وسالم المقدسي وابنه محمد، لما فعلوه بالمسلمين وأكلهم أموال الناس بالباطل. قال (٩): وكانت المحنة الكبرى والطامة العظمى بالواسطي (١٠)


(١) الاضافة لزيادة الايضاح.
(٢) هو الوزير أمين الدولة أبو الحسن، كان سامريا ببعلبك فأسلم في الظاهر. راجع الشذرات ٥/ ٢٤١.
(٣) هو الشيخ الفقيه الإمام مفتي الشام تقي الدين أبو عمرو عثمان بن الصلاح، توفي بدمشق بدار الحديث الأشرفية سنة ٦٤٣ هـ‍. راجع ذيل الروضتين ص ١٧٥ - ١٧٦.
(٤) هو كمال الدين التفليسي أبو الفتح عمر بن بندار بن عمر الشافعي أبو حفص. ولد بتفليس وجالس أبا عمر بن الصلاح ولي القضاء بدمشق نيابة وكان محمود السيرة وكان مدرس العادلية. توفي بالقاهرة ٦٧٢ هـ‍. راجع الشذرات ٥/ ٣٣٧ - ٣٣٨.
(٥) التكملة من البداية والنهاية ١٣/ ١٦٢ وهي المدرسة التي أنشأتها الخاتون ست الشام أخت الملك الناصر صلاح الدين ودفنت فيها سنة ٦١٦ هـ‍، أنظر النعيمي، الدارس ١/ ٢٧٧.
(٦) الأمينية: نسبة الى أمين الدولة كمشتكين المتوفي سنة ٥٤١ هـ‍ وهو نائب قلعة بصرى وقلعة صرخد وموقع هذه المدرسة قبلي باب الزيادة من أبواب الجامع الأموي المسمى قديما بباب الساعات. أنظر النعيمي، الدارس ١/ ١٧٧.
(٧) هو قاضي القضاة صدر الدين أبو العباس أحمد بن يحيى بن هبة الله بن الحسن الدمشقي الشافعي ابن سني الدولة. توفي ببعلبك سنة ٦٥٨ هـ‍. راجع الوافي ٨/ ٢٥٠ والشذرات ٥/ ٢٩١.
(٨) التكملة من مرآة الزمان ٨/ ٧٤٥.
(٩) القول هنا لأبي المظفر ابن الجوزي الذي نقل عنه ابن دقماق الخبر، قارن ذلك في مرآة لزمان ٨/ ٧٤٤ - ٧٤٥، وانظر ما يشبه ذلك في مفرج الكروب ٥/ ٣٤١ - ٣٤٢.
(١٠) في الأصل: والموفق الواسطي، التصويب من مرآة الزمان ٨/ ٧٤٥. وهو حسين بن عمر بن عبد الجبار الواسطي المعروف =

<<  <   >  >>