للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وكانت وفاته في ذي الحجة ودفن بقاسيون.

وفيها مات الشيخ تاج الدين الملقب بشيخ الشيوخ، وهو [أبو] (١) محمد عبد الله ابن عمر بن علي بن محمد بن علي بن حموية بن محمد بن محمد ابن أحمد بن أبي نصر بن حموية ابن علي في سادس [عشر] (٢) صفر وصلى عليه بجامع دمشق، ودفن بمقابر الصوفية عند المنيبع. كان شيخا حسنا متوضعا عالما فاضلا نزها أديبا، صحيح الاعتقاد شريف النفس عالي الهمة، قليل الطمع لا يلتفت الى أحد من خلق الله لأجل الدنيا لا من أهله ولا من غيرهم. صنف تاريخا مليحا.

قال أبو المظفر (٣)، وكان يحضر مجالسي ويزورني، وأنشدني لنفسه: [البسيط]

لم ألق مستكبرا إلا تحوّل لي ... عند اللقاء له الكبر الذي فيه

ولا حلالي من الدنيا ولذتها ... إلا مقابلتي للتيه بالتّيه

قال أبو المظفر: ونقلت من خط ولده سعد الدين ¦ مسعود ¦ (٤)، قال: ولد والدي [تاج الدين] (٥) يوم الأحد رابع عشر شوال سنة اثنتين وسبعين وخمسمائة، وكان مفننا في العلوم، عالما بالأصلين، [والفروع والترسل والتواريخ والهندسة والطب] (٦). وتاج الدين هذا هو عم الأمير فخر الدين ومعين الدين وعماد الدين وكمال الدين أولاد شيخ الشيوخ صدر الدين. ومن مصنفاته كتاب «السياسة الملوكية» صنفه للكامل صاحب مصر، و «المسالك والممالك» وعطف الذيل (٧) في التاريخ»، وله «أمالي وتخاريج» وغير ذلك. وسافر الى الغرب في سنة ثلاث وتسعين (٦٠ ب) وخمسمائة، ووصل الى مراكش واتصل بالملك المنصور يعقوب بن يوسف ابن عبد المؤمن، فأحسن إليه وقدمه على جماعة وأقام في خدمته حتى مات يعقوب المذكور، وعاد الى الشام في سنة [ستمائة وحج تاج الدين] (٨) سنة أربع وستمائة مع


(١) التكملة من مرآة الزمان ٨/ ٧٤٨ وانظر ترجمته أيضا في العسجد المسبوك ص ٥٣٤.
(٢) التكملة من المصدر السابق.
(٣) قارن في مرآة الزمان ٨/ ٧٤٨.
(٤) زيادة في النص ليس لها ذكر في المصدر السابق.
(٥) التكملة من المصدر السابق.
(٦) التكملة من المصدر السابق.
(٧) في الأصل: الرمل، التصويب من المصدر السابق.
(٨) التكملة من مرآة الزمان ٨/ ٧٤٩.

<<  <   >  >>