للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وكان من أحسن الناس ذهنا ثم عاد الى القاهرة وأقام بها ولازمه الناس للاشتغال عليه، ثم انتقل الى الاسكندرية للإقامة بها، فلم تطل مدته هناك. وصنف مختصرا في مذهبه ومقدمه وجيزة في النحو وأخرى مثلها في التصريف، وشرح المقدمتين، وصنف (٧٤ ب) في أصول الفقه، وكل تصانيفه في نهاية الحسن والإفادة، وخالف النحاة في مواضع وأورد عليهم إشكالات والزامات تبعد الإجابة عنها، وكان من أحسن خلق الله ذهنا. ثم عاد الى القاهرة وأقام بها ولازمه الناس للاشتغال عليه، ومات بالاسكندرية ضحى (١) نهار الخميس سادس عشري شوال من هذه السنة، ودفن خارج باب البحر، وكان مولده في سنة سبعين وخمسمائة بأسنا من أعلى صعيد مصر.

وفيها مات قاضي القضاة، أفضل الدين أبو عبد الله [محمد بن نامور] (٢) بن عبد الملك. كان قاضي قضاة مصر قديما وكان حكيما منطقيا أصوليا فاضلا عالما بأكثر العلوم.

وكان الحديث عنه في مدة ولايته القضاء حسنا جميلا، فإنه كان نزها عفيفا، أقام الأحكام أحسن قيام، وصنّف كتبا كثيرة أكثرها عقلية. وكانت وفاته في خامس رمضان المعظم من هذه السنة، وذكر الشيخ بهاء الدين ابن الجميزي (٣)، أنّ أفضل الدين الخونجي (٤) أخبره أن مولده سنة تسعين وخمسمائة، وتولى القضاء بعده ولده جمال الدين يحيى.

وفيها مات الوزير أبو الحسن علي بن يوسف ابن إبراهيم ابن عبد الواحد بن [موسى] (٥) بن أحمد بن محمد بن إسحاق القفطي، المعروف بالقاضي الأكرم (٦)، وزير حلب، أحد الكتاب المشهورين المبرزين في النظم والنشر. مولده بمدينة قفط من أعمال الصعيد الأعلى بمصر.


(١) في الأصل: ضاحي.
(٢) التكملة من بعض المصادر التي ترجمت له، راجع الوافي ٥/ ١٠٨، طبقات الشافعية الكبرى ٥/ ٤٣، ذيل الروضتين ص ١٨٢، العبر ٥/ ١٩١، الشذرات ٥/ ٢٣٦، عيون التواريخ ٢٠/ ٢٥.
(٣) هو العلامة بهاء الدين أبو الحسن علي بن هبة الله ابن الجميزي. توفي في سنة ٦٤٩ هـ‍ وسوف ترد ترجمته لاحقا بين وفيات تلك السنة.
(٤) الخونجي، نسبة إلى خونجان، من قرى أصبهان، راجع العبر ٥/ ١٩١.
(٥) التكملة من معجم الأدباء ١٥/ ١٧٥.
(٦) راجع ترجمته مستوفاة في المصدر السابق، وفي الفوات ٣/ ١١٧، مرآة الجنان ٤/ ١١٦، الحوادث الجامعة ص ٢٣٧، النجوم الزاهرة ٦/ ٣٦١، عيون التواريخ ٢٠/ ٢٦، العسجد المسبوك ص ٥٦٧.

<<  <   >  >>