للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وفيها أرسل الملك المعز الى صاحبي حماة والموصل، وهما الملك المنصور ابن المظفر والملك الرحيم بدر الدين لؤلؤ، يخطب ابنتيهما (١) لنفسه. وبلغ ذلك شجر الدر، أم خليل الصالحية، فأنكرته لأنه بها وصل الى ما وصل، فدبرت عليه وقررت قتله.

وفيها أرسل الملك المعز الأمير شمس الدين سنقر الأقرع، أحد الأمراء، رسولا (٢) الى الخليفة صحبه رسوله نجم الدين البادراني، يلتمس تشريفه بالتقليد والخلع والالوية، أسوة أمثاله، فوصل الى بغداد وأدّى الرسالة، فجهز له الخليفة ملتمسه، وأعاده مكرما. فلما وصل الى الحسا والقطيف (٣)، كان المعز قد قتل، واتصل مقتله بالخليفة، فأرسل من بغداد من استعاد التقليد والخلع من سنقر الاقرع وتسييره الى الديار المصرية بغير خلع.

وفيها دخل (٤) التتار بلاد الروم (٥) وهي يومئذ في يد السلطان غياث الدين كيخسرو (٦)، صاحب الروم.

وفيها ظهرت نار بمدينة النبي (٧) صلّى الله عليه وسلّم، فكانت من الآيات الكبرى التي أنذر بها النبي صلّى الله عليه وسلّم بين يدي الساعة (٨)، ولم يكن لها حر على كبرها وشدّة ضوها. ودامت أياما (٩)، وظن أهل المدينة أنها الساعة، فابتهلوا الى (١٠١ أ) الله تعالى بالدعاء والتوبة، وتواتر شأن هذا


(١) في المصدر السابق ص ٣٩٨ ما يشبه ذلك أما باقي المصادر التاريخية فتشير الى خطبة ابنة صاحب الموصل بدر الدين لؤلؤ فقط. أنظر ابن العميد في:
B .E .O,T .XV,P .١٦٥.
المختصر في أخبار البشر ٣/ ١٩٢ والنجوم الزاهرة ٦/ ٣٧٥.
(٢) عن هذه السفارة انظر المختصر في أخبار البشر ٣/ ١٩١ والسلوك ج ١ ق ٢، ص ٣٩٨.
(٣) أحسا القطيف: (والاحسا جمع حسي أي بئر) اسم المنطقة الشرقية من الجزيرة العربية وهي كثيرة المياه خصبة ومن مدنها القطيف.
(٤) كذا في الأصل والصواب دخل.
(٥) يورد ابن العميد خبر دخول التتار الى بلاد الروم في هذه السنة ٦٥٤ هـ‍ حيث أرسل هولاكو قائده بايجو نوين الى بلاد الروم فقتلوا ونهبوا وسبوا اشياء كثيرة. أنظر ابن العميد في المصدر السابق.
(٦) في السلوك ج ١ ق ٢، ص ٤٠٠ ما يشبه ذلك وفي تاريخ مختصر الدول ص ٢٦٤ في عهد السلطان عز الدين كيكاوس وهو الصواب لأنه سبق غزو التتار لبلاد الروم في عهد غياث الدين كيخسرو قبل هذا التاريخ أي في سنة ٦٤٠ هـ‍. أنظر تاريخ مختصر الدول أيضا ص ٢٥١ - ٢٥٢ والسلوك ص ٤٠٠ حاشية رقم (١).
(٧) تحدثت بعض المصادر التاريخية عن ظهور هذه النار شرقي المدينة النبوية لناحية وادي شظا (جبل بمكة) يوم الجمعة الخامس من شهر جمادى الآخرة سنة ٦٥٤ هـ‍ ولقد وصفها قاضي المدينة آنذاك وهو سنان الحسيني وصفا دقيقا، أنظر النجوم الزاهرة ٧/ ١٦ - ١٩ وأيضا في السلوك ج ١ ق ٢، ص ٣٩٨ - ٣٩٩ والحوادث الجامعة ص ٣١٥ - ٣١٦ وبتوسع أكثر في الذيل على الروضتين ص ١٩٠ - ١٩٣ وتاريخ ابن الوردي ٢/ ٢٨١ وفي دول الاسلام للذهبي ٢/ ١٥٨ وعيون التواريخ ٢٠/ ٨٧ - ٩٢، ذيل مرآة الزمان ١/ ٤.
(٨) لعلها النار التي ذكرها رسول الله صلّى الله عليه وسلّم من علامات الساعة، في تاريخ ابن الوردي ٢/ ٢٨١.
(٩) واستمرت شهرا في السلوك ج ١ ق ٢، ص ٣٩٨ وأقامت هذه النار أكثر من شهرين في النجوم الزاهرة ٧/ ١٦.

<<  <   >  >>