للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

النار (١).

وفيها كان الغرق (٢) العظيم ببغداد، هلك فيه خلق عظيم تحت الردم، وبقيت المراكب تمشي في أزقة البلد.

وفيها في رمضان احترق مسجد المدينة النبوية سائرة من مسرجة القيّم، وذهبت سقوفه، وذهب (٣) بعض الأعمدة، واحترق سقف الحجرة الشريفة.

وفيها كانت وفاة (٤) السلطان غياث الدين كيخسرو، وخلف من الأولاد ثلاثة، هم:

عز الدين كيكاوس، وركن الدين قليج أرسلان، وعلاء الدين كيقباذ. فلما مات والدهم استقروا في السلطنة ولم ينفرد بها أحد دون الآخر. وضربت السكة بأسمائهم مشتركة.

وخطب لهم جميعا. وكان والدهم قد فوّض ولاية عهده لابنه علاء الدين كيقباذ ابن كرجي خاتون، فاتفقوا على أن يتوجه هو الى منكو قان يطلب منه الصلح والهدنة ليكف عساكره ويمنع جيوشه.

وفيها استولوا التتار على قيسارية وأعمالها وما حولها، وصار لهم مسافة شهر من بلاد الروم، ثم أنهم أخربوا ذلك وعادوا الى بلادهم (٥).

وفيها سار أبو يوسف يعقوب بن عبد الحق المريني قاصدا أعمال سلا، فلقيه أقوام من العربان المقيمين ببلد مراكش يقال لهم الدشم، لهم عدّة كثيرة، فالتقوا على واد يسمى أم ربيع وكان عبد الله اليعجوب ابن يعقوب على مقدمة الجيش، فكانت الكسرة عليه فرجعوا بنو مرين واستقروا بفاس أعواما، ثم شرعوا في قصد مرّاكش (١٠١ ب) وضايقوها، وبها


(١) تشابه في الايراد مع ما أورده الذهبي في دول الاسلام ٢/ ١٥٨ والذي يبدو أن ابن دقماق أخذه عنه.
(٢) اورد ابن الفوطي وصفا مستفيضا عن غرق بغداد. انظر الحوادث الجامعة ص ٣١٧ - ٣١٩ عيون التواريخ ٢٠/ ٨٦ - ٨٧، ذيل الروضتين ص ١٩٢، وقارن الشبه في الايراد مع ما أورده الذهبي في دول الاسلام ٢/ ١٥٨.
(٣) سقطت في دول الاسلام ٢/ ١٥٨، قارن الشبه في الايراد مع ما أورده الذهبي في المصدر ذاته الذي يبدو أن ابن دقماق أخذه عنه، وأنظر الخبر في السلوك ج ١ ق ٢، ص ٣٩٩ وذيل الروضتين ص ١٩٤، والحوادث الجامعة ص ٣١٦ وتاريخ ابن الوردي ٢/ ٣٨١ وعيون التواريخ ٢٠/ ٩٢ وذيل مرآة الزمان ١/ ١٠.
(٤) ورد هذا الخبر متأخرا إذ أنه من المعروف أنّ السلطان غياث الدين كيخسرو توفي في سنة ٦٤٣ هـ‍، أنظر:
Cl .Cahen :Art :(Kaykhusaw) PP .٨١٦ - ٨١٧.
(٥) في السلوك ج ١ ق ٢، ما يشبه ذلك وحول خبر استيلاء التتار على قيسارية في هذه السنة أي ٦٥٤ هـ‍ فانه يبدو ان ابن دقماق والمقريزي قد وقعا في الخطأ لأن التتار استولوا عليها قبل ذلك التاريخ بعدة سنين، أنظر تاريخ مختصر الدول ص ٢٥٢ والسلوك ص ٤٠٠ حاشية رقم (١).

<<  <   >  >>