بَعْضِ الرِوَايَاتِ "أنَّهُ قَامَ خَلْفَ النَّبِي - صلى الله عليه وسلم - فَكَانَ لَا يَقْرَأ بِسْمِ اللهِ الرحَمنِ الرحِيمِ". قال أبو عمر: إلَّا أن أهْلَ الحَدِيثِ قَالُوا في حَدِيثِ أنسٍ هَذَا. إِن النقْلَ فِيهِ مُضْطَربٌ
اضْطَرابًا لا تَقُومُ بِهِ حُجَّةٌ، وذَلِكَ أنَّهُ مَرَّةً رُوِيَ عَنْهُ مَرفُوعًا إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، ومَرَّةً لَمْ يُرفَعْ ومِنْهُم مَنْ يَذكُر عُثْمانَ، ومِنْهُم مَنْ لا يَذْكُرهُ، ومِنْهُم مَنْ يَقُولُ: فَكَانُوا يَقْرَأون بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، ومِنْهُم مَنْ يَقُولُ: فَكَانُوا لَا يَقْرَأونَ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيم، ومِنْهُم مَنْ يَقُولُ: فَكَانُوا لَا يَجْهَرُونَ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيم".
قلت: أما الرواية الأولى الموقوفة فرواها مالك في "الموطأ" عن حميد الطويل عنه.
قال ابن عبد البر في "الإِنصاف"، ولم يختلف في ذلك، رواة "الموطأ" قديمًا، وحديثًا: ابن وهب وغيره، إلا ما رواه ابن أخيه أحمد بن عبد الرحمن بن وهب المعروف ببحشل فإنه رواه عن عمه عن مالك، عن حميد، عن أنس مرفوعًا ولم يتابعه على ذلك أحد من رواة ابن وهب، وابن أخي ابن وهب عندهم ليس بالقوي قد تكلموا فيه ولم يروه حجة فيما انفرد به.
ورواه الوليد بن مسلم، عن مالك، عن حميد، عن أنس، فذكر فيه النبي - صلى الله عليه وسلم -