للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وحكى الطبريّ (١) أنّ أبا بكر هو الذي أشار بالأقرع (٢).

وقد روي (٣) عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنّه قال: نزلت هذه الآية فيّ وفي جعفر وزيد بن حارثة حين تنازعوا في ابنة حمزة فقضى بها رسول الله صلى الله عليه وسلم لجعفر لأنّ خالتها كانت عنده حكاه (٤) المهدوي.

(سي) وحكى عط وغيره (٥) عن ابن عباس: أنّ هذه الآية {لا تَرْفَعُوا أَصْااتَكُمْ} نزلت في ثابت بن قيس بن شمّاس وكان في أذنه وقر (٦)، وكان جهوريّ الصوت فكان إذا تكلّم رفع صوته وربما كان يكلّم رسول الله صلّى الله عليه وسلم فيتأذّى بصوته.

قال المؤلف - وفّقه الله - والصحيح أنّ الآية لم تنزل بسببه وإنما نزلت بسبب غيره لكن خاف رضي الله عنه لجهارة صوته، وقد صرّح عليه السلام بأنّه ليس ممن نزلت فيهم الآية، ثبت (٧) في الصحيح أنّه لمّا نزلت هذه الآية قعد ثابت في بيته ففقده رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبر بشأنه فدعاه رسول الله صلى الله عليه وسلم فسأله، فقال:


(١) انظر جامع البيان: ٢٦/ ١١٩ عن الزبير، وأورده السيوطي في الدر المنثور: ٧/ ٥٤٨ ونسبه لابن جرير والطبراني عن الزبير.
(٢) ذكر الحافظ ابن حجر في الإصابة: ٣/ ٢٤٠ السبب في اختيار أبو بكر للأقرع، فقال: «وأشار به أبو بكر وذلك لرقة كانت فيه، وكان جوادا كريما حتى لقب بتيار الفرات».
(٣) أخرجه البخاري في صحيحه: ٣/ ٦١٨ مطولا دون أن يذكر فيه أن الآية نزلت بسبب هذه الحادثة.
(٤) انظر قوله في الجامع لأحكام القرآن للقرطبي: ١٦/ ٣٠٤.
(٥) أخرجه البخاري في صحيحه: ٦/ ٤٧ عن أنس بن مالك رضي الله عنه وأخرجه الإمام مسلم في صحيحه: ١/ ١١٠.
(٦) الوقر: بالفتح: ثقل في الأذن، وقيل: هو أن يذهب السمع كله. انظر: اللسان: ٥/ ٢٨٩ مادة وقر.
(٧) أخرجه البخاري في صحيحه: ٦/ ٤٦ عن أنس بن مالك رضي الله عنه بنحوه. وأخرجه الإمام مسلم في صحيحه: ١/ ١١٠ عن أنس بن مالك رضي الله عنه بنحوه، والرواية التي أوردها المؤلف - رحمه الله - ذكرها الهيثمي في مجمع الزوائد: ٩/ ٣٢١، ٣٢٢، وقال: رواها الطبراني.

<<  <  ج: ص:  >  >>