للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سورة مريم

عليها السلام

(سه) (١) لم يذكر الله تعالى في القرآن امرأة وسمّاها باسمها إلا مريم بنت عمران فإنّه ذكر اسمها في نحو من ثلاثين موضعا لحكمة ذكرها بعض الأشياخ قال: إنّ الملوك والأشراف لا يذكرون حرائرهم في ملاء ولا يبتذلون أسماءهن بل يكنّون عن الزّوجة بالعرس والعيال والأهل ونحو ذلك، فإذا ذكروا الإماء لم يكنّوا عنهنّ ولم يصونوا أسماءهن عن الذّكر والتصريح بها، فلمّا قالت النّصارى في مريم ما قالت وفي ابنها، صرّح الله باسمها ولم يكنّ عنها تأكيدا للأمومة والعبوديّة التي هي صفة لها، وإجراء للكلام على عادة العرب في ذكر إمائها، ومع هذا فإنّ عيسى عليه السلام لا أب له، واعتقاد هذا واجب فإذا تكرّر ذكره منسوبا إلى [الأم] (٢) استشعرت القلوب ما يجب عليها اعتقاده من نفي الأب عنه وتنزيه الأمّ الطاهرة عن مقالة اليهود والله أعلم.

(عس) (٣) أمّا مولد عيسى عليه السلام فكان في أيام ملوك الطوائف قيل (٤) لمضي خمس وستين سنة من غلبة الإسكندر على أرض بابل وقيل (٥)


(١) التعريف والإعلام: ١٠٩، ١١٠.
(٢) في الأصل ونسخة (ق) و (ز): «إلى الأمم»، وهو خطأ والمثبت من التعريف والإعلام ومن نسخة (ح).
(٣) التكميل والإتمام: ٥٧ ب.
(٤) ذكره الطبري في تاريخه: ١/ ٥٨٥ وهو قول الفرس. وذكره ابن الأثير في الكامل في التاريخ: ١/ ١٧٥.
(٥) قال الطبري في تاريخه: ١/ ٥٨٥: «فأما النصارى فإنها تزعم أن ولادتها إياه كانت لمضي -

<<  <  ج: ص:  >  >>