للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

محامد لم تفتح على أحد قبله (١) فيحمد ربّه بها ولذلك يعقد (٢) له (٣) لواء الحمد، وأمّا محمّد فمنقول من صفة أيضا وهو في معنى محمود ولكن فيه معنى المبالغة والتّكرار فالمحمّد هو الذي حمد مرة بعد مرة كما أنّ المكرّم من أكرم مرة بعد مرة وكذلك الممدّح ونحو ذلك، فاسم محمّد مطابق لمعناه، والله سبحانه سمّاه به قبل أن يسمي به نفسه فهذا علم من أعلام نبوّته صلى الله عليه وسلم إذ كان اسمه صادق عليه فهو محمود في الدنيا بما هدي إليه ونفع به من العلم والحكمة وهو محمود في الآخرة بالشّفاعة فقد تكرّر معنى الحمد كما يقتضي اللّفظ، ثم إنّه لم يكن محمدا حتى كان أحمد حمد ربّه فنبّأه وشرّفه فلذلك تقدّم اسم أحمد على الاسم الذي هو محمّد فذكره عيسى، فقال: (اسمه أحمد)، وذكره (٤) موسى حين قال له ربّه: تلك أمة أحمد، فقال: اللهمّ اجعلني من أمة أحمد. فبأحمد ذكره قبل أن يذكره بمحمّد لأنّ حمده لربه كان قبل حمد الناس له (٥) فلما وجد وبعث كان محمدا بالفعل، وكذلك بالشفاعة يحمد ربّه بالمحامد


(١) أخرج البخاري في صحيحه: ٧/ ٢٠٠، ٢٠١ عن أنس بن مالك رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديث الشفاعة أنه قال: «فيأتوني فأقول أنا لها فأستأذن على ربي فيؤذن لي ويلهمني محامد أحمده بها لا تحضرني الآن فأحمده بتلك المحامد وأخر له ساجدا ... ».
(٢) أخرج الترمذي في سننه: ٥/ ٥٨٧ عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنا سيد ولد آدم يوم القيامة، وبيدي لواء الحمد ولا فخر وما من نبي يومئذ آدم فمن سواه إلا تحت لوائي، وأنا أول من تشق عنه الأرض ولا فخر». قال الترمذي: وفي الحديث قصة، وهذا حديث حسن صحيح.
(٣) «له» ساقطة من نسخة (ز).
(٤) أخرجه أبو نعيم في الدلائل: ١/ ٦٨، ٦٩ عن أبي هريرة رضي الله عنه مطولا، وقال أبو نعيم: وهذا الحديث من غرائب حديث سهيل لا أعلم أحدا رواه مرفوعا إلا من هذا الوجه، تفرد به الربيع بن النعمان وبغيره من الأحاديث عن سهيل، وفيه لين» اه‍. وذكره الحافظ ابن كثير في شمائل الرسول: ١/ ١٤٧ فقال: «وروى الحافظ البيهقي بسنده عن وهب بن منبه اليماني فقال ... ».
(٥) في نسخة (ز): «به».

<<  <  ج: ص:  >  >>