للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قدمه في الصخرة التي وقع عليها باق إلى الآن فيما ذكر أهل التاريخ.

ومن عجائب هذا الجبل أنه لا يزال عليه نور شعاعي ملون كتلوين قوس قزح لا يخلو منه ليلا ولا نهارا، له رائحة تفوق رائحة المسك.

وذكر ابن الجزّار (١) في كتاب «عجائب الأرض»: أنّ في هذا الجبل شجرا لها أرواق، للورقة وجه أحمر وباطن أخضر، مكتوب في الحمرة بالبياض: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، ومكتوب في الخضرة بالحمرة: سبحان الله العظيم.

كل ورقة في الشّجرة على هذه الصفة، وفي هذه الشجرة أطيار على قدر اليمام (٢) مرقشة ألوانها، تسبّح الله بألسنة عربية وسريانية، لها أصوات حنينة تبكي المستمع إليها تشوقا وخيفة وإذا صيد منها واحد وجعل في قفص لم ينطق ولم يمكث أكثر من يومين ثم يموت.

[/٨ أ] وذكر ابن الصّفار (٣) أنّ في هذا/الجبل وردا أحمر عتيق الحمرة لا ينقطع


= مجيء الحجة، ولا يعلم خبر في ذلك ورد كذلك، غير ما ورد من خبر هبوط آدم بأرض الهند، فإن ذلك مما لا يدفع صحته علماء الإسلام وأهل التوراة والإنجيل، والحجة قد ثبتت بأخبار بعض هؤلاء».اه‍. وكأن قول المؤلف رحمه الله: «والصحيح من ذلك كله أن آدم عليه السلام إنما نزل على جبل سرنديب ... » قريب من كلام الطبري رحمه الله.
(١) ابن الجزار: (؟ - ٣٦٩ هـ‍، وقيل غير ذلك). هو: أحمد بن إبراهيم بن أبي خالد الجزار القيرواني أبو جعفر. المؤرخ والطبيب المشهور. صنف: التعريف بصحيح التاريخ، ومغازي إفريقية ... وغير ذلك. أما كتاب عجائب الأرض فلعله عجائب البلدان المنسوب إليه أيضا في كشف الظنون: ٢/ ١١٢٦. أخباره في: طبقات الأطباء لابن جلجل: ٨٨ - ٩٠، سير أعلام النبلاء: ١٥/ ٥٦١.
(٢) اليمام: نقل الجوهري عن الأصمعي: أنه الحمام الوحشي، الواحدة: يمامة. وعن الكسائي: هي التي تألف البيوت. راجع الصحاح: ٥/ ٢٠٦٥، واللسان: ١٢/ ٦٤٨، ٦٤٩، (يمم).
(٣) لم أقف له على ترجمة. وذكره البلنسيّ - رحمه الله تعالى - في مواضع أخر من كتابه منها في

<<  <  ج: ص:  >  >>