للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قال المؤلف - وفقه الله -: ولو تتبعت عجائب الهند لخرجت إلى التطويل، ولكن هذا القدر يملأ الصدور من عظمة الله، وينبّه على ما أعدّ الله في جنّته لعباده ممّا لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر. جعلنا الله من أهلها بمنّه وكرمه.

تكميل: (عس) (١): تكلّم الشّيخ أبو زيد على نزول آدم وحواء وإبليس، والمواضع التي أنزلوا فيها فرأيت أن أضيف إلى ذلك مدة مقامهما في الجنّة، ويوم خروجهما ووقته، وما يتعلق بذلك بحول الله.

فأقول: ثبت في الصحيح (٢) أنّ آدم خلق يوم الجمعة. وحكى الطبريّ في: «التاريخ الكبير» (٣) أنّ آدم عليه السلام خلق في آخر ساعة من نهار يوم الجمعة، وهو آخر يوم من الأيام الستة التي خلق الله فيها الخلق، وأنّ في بقية ذلك اليوم نفخ فيه الروح، وسكن الجنّة، وأهبط قبل غروب الشمس منه (٤).

وهذا على أن يكون اليوم ألف سنة فتكون الساعة ثلاثا وثمانين سنة وأربعة أشهر من أيام الدنيا فمكث جسدا بلا روح أربعين عاما من أعوام الدنيا، ومكث بعد ذلك حيا في الجنّة مع زوجه ثلاثا وأربعين عاما وأربعة أشهر من أعوام


(١) التكميل والإتمام: ١١ ب، ١٢ أ.
(٢) أخرج الإمام مسلم رحمه الله تعالى في صحيحه: ٢/ ٥٨٥، كتاب الجمعة، باب: «فضل يوم الجمعة» عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «خير يوم طلعت عليه الشمس يوم الجمعة. فيه خلق آدم. وفيه أدخل الجنّة. وفيه أخرج منها».
(٣) راجع تاريخ الطبري: ١/ ١١٩.
(٤) أخرج الحاكم في المستدرك: ٢/ ٥٤٢، كتاب التاريخ، «ذكر آدم عليه السلام» عن ابن عباس - رضي الله تعالى عنهما - قال: ما سكن آدم الجنة إلا ما بين صلاة العصر إلى غروب الشمس». وقال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه. ووافقه الذهبي، وذكر السيوطي - رحمه الله تعالى - في الدر المنثور: ١/ ١٢٧ رواية نسبها إلى عبد الرزاق وابن المنذر، وابن مردويه، والبيهقي في «الأسماء والصفات»، وابن عساكر، كلهم عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: « ... فتالله ما غابت الشمس من ذلك اليوم حتى أهبط من الجنة إلى الأرض».

<<  <  ج: ص:  >  >>