للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وذكر قاسم بن ثابت في «الدلائل» عن محمد بن المستنير - وهو قطرب - أنه قال: لو كان من أديم الأرض لكان على وزن فاعل بفتح العين، وكانت الهمزة أصلية فلم يكن يمنعه من الصرف مانع وإنّما هو على وزن أفعل من الأدمة. قال الشّيخ أبو زيد في كتاب «الروض» (١): «وهذا ليس بشيء، لأنه لا يمتنع أن يكون من الأديم وهو على وزن أفعل. تدخله الهمزة الزائدة على الهمزة الأصلية كما تدخل على همزة الأدمة. فأول الأدمة همزة أصلية فكذلك أول الأديم همزة أصلية، فلا يمتنع أن يبنى منه أفعل فيكون غير مجرى كما يقال:

رجل أعين وأرأس من العين والرأس، مع ما في هذا القول من مخالفة قول السلف الذين هم أعلم بالعربية وأفصح لسانا، وأذكى جنانا. انتهى.

وقال شيخي (٢) الأستاذ أبو عبد الله الخولاني (٣) - رضي الله عنه - «يظهر من كلام أبي زيد أنه سلم لقطرب قوله: إنه لو كان على وزن فاعل - بفتح العين - لم يكن يمنعه من الصرف مانع وليس كذلك، بل يجوز أن يكون من الأديم ويحتمل مع ذلك أن يكون وزنه فاعل أو أفعل، فإن كان وزنه أفعل، فالأمر فيه


= رحمه الله - إسناد هذا الخبر، وأخرجه الحاكم في المستدرك: ٢/ ٢٦١، كتاب التفسير، سورة البقرة عن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعا وقال: «هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه» ووافقه الذهبي وأورده السيوطي في الدر المنثور: ١/ ١٢٠ وزاد نسبته إلى ابن سعد، وابن أبي حاتم، والبيهقي، والفريابي عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما. وانظر النهاية لابن الأثير: ١/ ٣٢.
(١) ينظر الروض الأنف: ١/ ١٤.
(٢) في (ق): «شيخنا».
(٣) الخولاني: (؟ - ٧٥٤ هـ‍). هو: محمد بن علي بن أحمد الخولاني، أبو عبد الله ويعرف ب «ابن الفخار» وب‍ «البيري». قال عنه ابن الخطيب: «كان - رحمه الله - فاضلا تقيا، منقبضا، عاكفا على العلم، ملازما للتدريس، إمام الأئمة من غير مدافع ... ». أخباره في: الإحاطة: ٣/ ٣٥ - ٣٨، بغية الوعاة: ١/ ١٧٤، ١٧٥، نفح الطيب: ٥/ ٣٥٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>