للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

البلنسي - رحمه الله -، وأبنت فيها - بصورة موجزة - الوضع السياسي والعلمي والاجتماعي نخلص إلى أنّ البلنسيّ قد لحقه بعض ما جرى في ذلك العصر من نتائج وتأثيرات سياسية، ذلك أن السلطان محمد بن يوسف بن إسماعيل بن الأحمر النّصري، الذي تولى حكم غرناطة مرتين: الأولى من عام (٧٥٥ - ٧٦٠ هـ‍)، والثانية من (٧٦٣ - ٧٩٢ هـ‍).قد استعمل البلنسيّ في بعض رسائله إلى ملك المغرب، وكان يعمل في غرناطة مراقبا للسّوق من قبل السلطان.

وفي عام (٧٦١ هـ‍) تغلب على الدولة السلطان أبو عبد الله محمد بن إسماعيل فقتل حاجب السلطان المخلوع محمد بن يوسف واعتقل وزيره لسان الدين ابن الخطيب، وغضب على البلنسيّ فأرصد له رجالا بعثهم من رندة - مدينة قريبة من غرناطة - فأسروه في طريقه وقدموا به سليبا، قدوم الشهرة والمثلة، موقنا بالقتل. ثم عطف عليه السلطان أبو عبد الله حنينا إلى حسن تلاوته في محبسه ليلا (١).

ويبدو أن البلنسيّ رحمه الله كانت له مكانة مرموقة لدى السلطان محمد بن يوسف الذي كان قد فر إلى المغرب بعد أن تغلب محمد بن إسماعيل على الحكم في غرناطة. وبعد أن عاد السلطان المخلوع إلى ملكه أعاد البلنسي للإقراء (٢).

هذا عن تأثره - رحمه الله - بالوضع السياسي الذي كان يسود غرناطة في ذلك العصر. أما عن مشاركته في الحركة العلمية النشطة في عصره فقد كان البلنسي - رحمه الله - أحد العلماء البارزين الذين كان يشار إليهم في المجتمع الغرناطي، وكان يشارك في المجالس العلمية التي كانت تعقد بالمسجد الجامع بغرناطة بجانب مشاهير علماء عصره.

وقد نقل تلميذه الإمام أبو إسحاق إبراهيم بن موسى الشّاطبي في كتابه


(١) الإحاطة: ٣/ ٣٩.
(٢) الإحاطة: ٣/ ٣٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>