للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

تكميل: قال المؤلف - وفقه الله -: وروي (١) أنّ هذا الجبّ كان بالأردن على ثلاثة فراسخ من منزل يعقوب، وكان من حفر شدّاد بن عاد، وكان في زمنه رجل صالح اسمه هود، وكان مجاب الدعوة وكان من القوم الذين آمنوا بهود النّبي عليه السلام، وكان عمره ألف سنة ومائتي سنة فقرأ يوما في صحف شيث قصة يوسف وإخوته فقال عند قراءته: اللهمّ إنّي أسألك أن تؤخرني ولا تقبض روحي حتى أرى يوسف فهتف به هاتف أن امض إلى جبّ شدّاد، واعبد ربّك حتى يأتيك يوسف وكان الجب يابسا لا ماء فيه فأنبع الله له فيه عينا عن يمينه يشرب منها، وأنبت له فيه شجرة رمّان يأكل كل يوم منها رمّانة، وفوقه قنديل لا يحتاج إلى الفتيلة والدّهن، فلما ألقي يوسف في الجبّ وبلغ القعر، وثب هود من مكانه وضمّه إلى صدره وقال: واطول شوقاه إلى لقائك يا حبيبي وريحان قلبي، يا نبي الله لا تشك إخوتك إلى أحد فإن الله ساقك إليّ لشوقي إليك فجعلهم سببا لأجلي ثم قال: أستودعك الله، وخرّ ميتا - رحمة الله عليه - من كتاب روضة التحقيق (٢).

تحقيق: قال المؤلف - وفقه الله -: يقال إخوة يوسف وصفوا أباهم بالضلال في موضعين (إنّ أبانا لفي ضلال مبين) (٣) (وإنّك لفي ضلالك القديم) (٤) فإن كان الذي قالوه حقا كان ذلك قدحا في يعقوب عليه السلام وهو منزّه عن ذلك، وإن كان باطلا كان ذلك قدحا فيهم وهم أيضا منزّهون عنه لأنهم


= البئر الكثيرة الماء البعيدة القعر، وقيل: لا تكون جبا حتى تكون مما وجد لا مما حفره الناس. اللسان: ١/ ٢٥٠ مادة (جب).
(١) ذكره ابن الجوزي في زاد المسير: ٤/ ١٨٥ عن وهب بن منبه ومقاتل والرازي في تفسيره أيضا: ١٨/ ٦٩.
(٢) لم أقف عليه، والظاهر على هذه الرواية أنها غير صحيحة وآثار الإسرائيليات عليها واضحة، والله أعلم.
(٣) سورة يوسف: آية: ٨.
(٤) سورة يوسف: آية: ٩٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>