للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

- بتخفيف الخاء - والقصر، واليعاسيب (١)، والنوب (٢).

[٢] {يُنَزِّلُ الْمَلائِكَةَ بِالرُّوحِ.}

(سه) (٣) يعني (٤) ملائكة الوحي، وهم جبريل عليه السلام، وقال (الملائكة) بالجمع لأنّه قد ينزل بالوحي معه غيره، روي (٥) بإسناد صحيح عن عامر الشّعبي (٦) قال: وكّل إسرافيل بمحمّد صلى الله عليه وسلم ثلاث سنين، فكان يأتيه بالكلمة والكلمتين ثم نزل عليه جبريل بالقرآن، وفي صحيح مسلم (٧) أيضا «أنّه نزل عليه بسورة الحمد ملك لم ينزل إلى الأرض قبلها ولكن تقدّمه جبريل إلى النّبيّ عليه السلام معلما به» فلا يقال إذا لم ينزل بها (٨) جبريل كما قال بعضهم وهو قول


(١) اليعاسيب: جمع يعسوب وهو أمير النحل وذكرها. اللسان: ١/ ٥٩٩ مادة (عسب).
(٢) النوب: النحل، وهو جمع نائب وسميت نوبة لأنها ترعى وتنوب إلى مكانها. اللسان: ١/ ٧٧٦ مادة (نوب).
(٣) التعريف والإعلام: ٩٢.
(٤) أخرجه الطبري في تفسيره: ١٤/ ٧٧ عن ابن عباس رضي الله عنهما وذكره ابن الجوزي في زاد المسير: ٤/ ٤٢٨ عنه أيضا.
(٥) ذكره الحافظ ابن حجر في الفتح في بدء الوحي، حديث أول ما بدئ به رسول الله صلى الله عليه وسلم من الوحي الرؤيا الصالحة في النوم ١/ ٦١، ٦٢، فقال: وأخرجه الإمام أحمد في مسنده من طريق داود بن أبي هند عن الشعبي ثم ذكره، وقال وأخرجه ابن أبي خيثمة من وجه آخر مختصرا عن داود بلفظ بعث لأربعين ووكل به إسرافيل ثلاث سنين ثم وكل به جبريل» وقال: «فعلى هذا فيحسن بهذا المرسل إن ثبت الجمع بين القولين في قدر إقامته بمكة بعد البعثة» اه‍.وكان الحافظ ابن حجر يتكلم عن الاختلاف في قدر إقامة الرسول صلى الله عليه وسلم بمكة بعد البعثة وقال في موضع آخر: «وهذا الذي اعتمده السهيلي من الاحتجاج بمرسل الشعبي لا يثبت».والله أعلم.
(٦) الشعبي: (١٨ - ١٠٣ هـ‍). هو عامر بن شراحيل الحميري، الإمام أبو عمرو، علامة عصره الفقيه أدرك من الصحابة عدد كثير. أخباره في تاريخ بغداد: ١٢/ ٢٢٧، سير أعلام النبلاء: ٤/ ٢٩٤.
(٧) صحيح مسلم: ١/ ٥٥٤ عن ابن عباس رضي الله عنهما وهو حديث طويل.
(٨) الضمير في «بها» راجع إلى سورة الفاتحة كما جاء في رواية مسلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>