للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

(عس) (١) قيل (٢): إنّ المراد به الأنهار الخمسة، سيحون (٣) نهر الهند وجيحون نهر بلخ (٤)، والفرات والدجلة نهرا العراق، والنّيل نهر مصر حكاه ابن العربي في كتاب القبس (٥)، وقيل (٦): إنّه ماء العيون والأنهار، وقد قيل (٧): هو جميع المياه المستقرّة في الأرض، والله أعلم.

قال المؤلف - وفقه الله تعالى -: والصحيح الأول للحديث (٨) الوارد في ذلك عن عكرمة عن ابن عباس أنّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: «أنزل الله الأنهار الخمسة من عين واحدة من الجنّة في أسفل درجة منها على جناحي جبريل، فاستودعها الجبال وأجراها في الأرض وجعل فيها منافع للناس فإذا كان عند خروج يأجوج ومأجوج أرسل الله جبريل فرفع من الأرض القرآن والعلم وهذه الأنهار الخمسة فيرفع ذلك إلى السّماء وذلك قوله تعالى: {وَإِنّا عَلى ذَهابٍ بِهِ لَقادِرُونَ} فإذا رفعت هذه الأشياء من الأرض فقد أهلها خير الدين والدنيا. ذكره الزّهراوي.


(١) التكميل والإتمام: ٦١ ب.
(٢) ذكره الزمخشري في تفسيره: ٣/ ٢٨، وذكره الرازي في تفسيره: ٢٣/ ٨٩ عن ابن عباس رضي الله عنهما.
(٣) في معجم البلدان ٣/ ٢٩٤: «سيحون بفتح أوله وسكون ثانيه وحاء مهملة: نهر مشهور ربما وراء النهر قرب خوجندة بعد سمرقند».
(٤) بلخ: مدينة مشهورة بخراسان. معجم البلدان: ١/ ٤٧٩، الروض المعطار: ص ٩٦.
(٥) القبس: ورقة: ٧٤ ب. وقد ذكره ابن العربي في أحكام القرآن له: ٣/ ١٣١٣، ١٣١٤.
(٦) ذكره القرطبي في تفسيره: ١٢/ ١١٢ دون عزو.
(٧) ذكره أبو حيان في تفسيره: ٦/ ٤٠٠.
(٨) أخرجه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد: ١/ ٥٧ عن ابن عباس رضي الله عنه، وأورده السيوطي في الدر المنثور: ٦/ ٩٥، وقال: «أخرج ابن مردويه والخطيب بسند ضعيف عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: فذكره» اه‍.وفي سنده مسلمة بن علي الخشني قال الحافظ ابن حجر في التقريب: ٥٣١: «متروك من الثامنة» اه‍.ولعل الأولى من الأقوال هو القول الأخير إذ لا وجه للتخصيص، كما أن سند الحديث فيه رجل متروك والله أعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>