للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وحكاه الليث (١) عن مجاهد (٢).

تكميل قال المؤلف - وفقه الله -: من خصّص المصدّق (٣) في هذه الآية بأبي بكر أو بعلي بن أبي طالب رضي الله عنهما فلا شكّ أنّ غرضه بذلك لأجل سبقهما إلى الإيمان بالله ورسوله، وقد اختلف العلماء رضي الله عنهم في السابق إلى الإسلام منهما بعد خديجة رضي الله عنها. فذهبت طائفة (٤) إلى أنّ أوّل الناس إيمانا برسول الله صلى الله عليه وسلم أبو بكر الصديق رضي الله عنه، واحتجّوا على ذلك بأمرين: أحدهما: أنّه روي (٥) عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنّه قال: «ما عرضت الإسلام على أحد إلا وله نبوة (٦) غير أبي بكر فإنّه لم يتلعثم».أي لم يتوقّف. وجه الاستدلال به أنّ النّبي صلى الله عليه وسلم بيّن أنّ أبا بكر لم يتوقف في قبول الإسلام، بل


(١) الليث (٩٤ - ١٧٥ هـ‍). هو الليث بن سعد بن عبد الرحمن الفهمي، أبو الحارث، الإمام الحافظ شيخ الإسلام، ثقة ثبت، قال الشافعي: «ما فاتني أحد فأسفت عليه ما أسفت على الليث». انظر: سير أعلام النبلاء: ٨/ ١٣٦، كتاب الرحمة الغيثية بالترجمة الليثية لابن حجر العسقلاني.
(٢) ذكره القرطبي في تفسيره: ١٥/ ٢٥٦، وذكره أبو حيان في تفسيره: ٧/ ٤٢٨.
(٣) في نسخة (ز) «المصدوق» وفي نسخة (ح): «الصدق».
(٤) منهم عبد الله بن عباس وحسان بن ثابت وإبراهيم النخعي وغيرهم. انظر: صفة الصفوة: ١/ ٢٣٧.
(٥) ذكره ابن هشام في السيرة القسم الأول: ٢٥٢ عن محمد بن إسحاق وأخرجه ابن الأثير في أسد الغابة: ٣/ ٣١٠ عن محمد بن عبد الرحمن التميمي، وفي سنده يونس بن بكير: قال الحافظ ابن حجر في التقريب: ٦١٣ «يونس بن بكير صدوق يخطئ» ورواه الديلمي في الفردوس: ٤/ ٩٢ عن ابن مسعود رضي الله عنه.
(٦) في السيرة القسم الأول: ٢٥٢ وفي أسد الغابة: ٣/ ٣١١ «كبوة» وذكر في اللسان ١٥/ ٣٠٢ مادة نبا: النبوة: الجفوة، وفي غريب الحديث للهروي: ١/ ١٢٧ قال: الكبوة: الوقفة تكون عند الشيء يكرهه الإنسان أن يدعى إليه أو يراد منه. وانظر النهاية في غريب الحديث والأثر ٤/ ١٤٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>