وقال صاحب المقال الباطل: ومن ناحية وطنية - لا دخل للدين فيها - ما الذي يمنع أن نحتفل نحن أبناء هذه المملكة بذكرى اليوم الذي توحدت فيه هذه المملكة بعد شتاتٍ عبر القرون, وهو ما يطلق عليه اليوم الوطني, لماذا لا يكون يوم عطلة رسمية للمدارس والدوائر والمتاجر والشركات والمؤسسات. نبعد فيه عن مشاغل الحياة ومتاعب العمل ونخرج إلى الحدائق والمنتزهات والمساجد - فكل ميسر لما خلق له - نصلي ونلهو ونلعب ونستشعر الراحة والهدوء, هل نسمع من يقول لنا بأننا بهذا نشرع في الدين ما لم يأذن به الله, هل سترددون علينا المقولة المملة: أننا بهذا أوجدنا عيداً غير مشروع, فالأعياد في الإسلام عيدين (١) فقط لا ثالث لهما: {قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق}. ما الذي يمنع أن نحتفل بهذا اليوم الذي وحّد فيه الملك عبد العزيز رحمه الله هذه البلاد, إنه في نظري - دون تملق أو نفاق - عمل بطولي ويوم مجيد, وكل من قرأ تاريخ نجد والحجاز وعسير وتهامة والقصيم والأحساء وحائل قبل هذا التوحيد وماذا كانت تعاني شعوب هذه المناطق من حكامها وأمرائها ونزاعاتهم وقتل بعضهم البعض في سبيل الاستيلاء على السلطة وانتشار المجاعات بسبب الحروب بينهم والنهب والسب والأحقاد والثارات ..
كل من قرأ ذلك وعرفه لا يسعه إلا أن يشاركني الرأي ويرى معي أنه يوم من الأيام المجيدة التي يجب أن نحتفل بها سنوياً ونتجه فيها بالحمد والثناء على الله أولاً, والدعاء لبطلها
(١) قوله عيدين. كذا جاء في مقال المردود عليه, وهو لحن, والصواب أن يقال عيدان.