ألم يقل الصادق المصدق:«لا يقعد قوم يذكرون الله إلا حفتهم الملائكة ونزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وذكرهم الله فيمن عنده».
والجواب: أن يقال إن ذكر الله تعالى مرغب فيه في كل وقت قال الله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكراً كثيراً} وقد ورد الترغيب في الإكثار منه في الأوقات الفاضلة كشهر رمضان وعشر ذي الحجة. فأما ليلة المولد النبوي وأيام المصائب فسبيلها سبيل سائر الليالي والأيام التي ليست بفاضلة. إذ لم يرد عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه كان يخصها بشيء من العبادات والأذكار دون سائر الليالي والأيام.
والعبادات مبناها على التوقيف والاتباع لا على الهوى والابتداع, فلا يجوز لأحد أن يخرج عن المنهج الذي كان عليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه رضي الله عنهم. بل الواجب على كل أحد أن يسلك سبيلهم ويقتفي أثرهم في كل شيء من أمور الدين فقد جاء عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه سئل عن الفرقة الناجية من هذه الأمة فقال:«ما أنا عليه وأصحابي» رواه الترمذي وغيره من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما وقال الترمذي حديث حسن غريب. وروى الطبراني نحوه من حديث أنس رضي الله عنه.
فصل
وقال صاحب المقال الباطل: وهكذا فإن الاحتفال بالمولد النبوي أو خلافه أو إطعام الطعام في المآتم لا علاقة له بالدين ولا العبادة ولا الشريعة ولا البدعة.
والجواب: عن هذا من وجوه أحدها: أن يقال إن الدين والعبادة والشريعة ترجع إلى مسمى واحد لأن الدين هو العبادة التي جاء الأمر بها