ولا يستقبح فعله منهم, وما سواه مما لم يرخص فيه الشارع فهو خفة ورعونة ولا يجوز فعله, قال شيخ الإسلام أبو العباس ابن تيمية رحمه الله سائر ما يتلهى به البطالون من أنواع اللهو وسائر ضروب اللعب مما لا يستعان به في حق شرعي كله حرام, وللخطابي في هذا المعنى كلام نحو كلام شيخ الإسلام ابن تيمية.
الوجه الخامس أن يقال: إن الله تعالى لم يخلق بني آدم ليلهو ويلعبوا في الحدائق والمنتزهات وإنما خلقهم لعبادتهم قال تعالى: {وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون} فمن آثر اللهو واللعب على العبادة فقد خالف أمر الله تعالى وتعرض لعقوبته.
الوجه السادس أن يقال: من اتخذ يوما من الأيام يحتفل به سنويا فقد اتخذه عيداً وإن سماه باسم اليوم الوطني أو غير ذلك من الأسماء المستحدثة فاسم العيد لازم له لأن العيد إنما سمي بهذا الاسم لعوده في وقته من الأسبوع أو الشهر أو السنة. قال ابن دريد في «جمهرة اللغة»: العيد كل يوم مجمع واشتقاقه من عاد يعود كأنهم عادوا إليه, وقال آخرون: بل سمي عيداً لأنهم قد اعتادوه وإذا جمعوا قالوا أعياد. وقال ابن منظور في «لسان العرب»: العيد كل يوم فيه جمع, ثم ذكر نحو ما ذكره ابن دريد من الاشتقاق. ونقل عن ابن الأعرابي أنه قال: سمي العيد عيداً لأنه يعود كل سنة بفرح مجدد, وقال شيخ الإسلام أبو العباس ابن تيمية رحمه الله تعالى في كتابه «اقتضاء الصراط المستقيم»: العيد اسم لما يعود من الاجتماع العام على وجه معتاد عائد إما بعَوْد السنة أو بعَوْد الأسبوع أو الشهر أو نحو ذلك انتهى.
وإذا علم هذا فليعلم أيضاً أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد