أعياد لليوم الوطني والأيام التي كان لها ذكر في تاريخ الإسلام, وينبغي له أن يربأ بنفسه عن الاتصاف بصفات المنافقين الذين يأمرون بالمنكر وينهون عن المعروف ويبغضون ما جاء به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا كان مخالفاً لأهوائهم ويصدون عنه صدوداً ويحصل لهم النفور والتضايق من إيراد الأحاديث الدالة على المنع من الاحتفال بالمولد النبوي والمآتم, ويظهرون الملل من سماع النهي عن هذه البدع وعن غيرها من البدع التي يطالب الكاتب بإحداثها.
الوجه السابع أن يقال: إن الأعياد الزمانية للمسلمين ليست عيدين فقط لا ثالث لهما كما قد زعم ذلك الكاتب, وإنما هي سبعة أعياد وهي يوم الجمعة ويوم الفطر ويوم النحر ويوم عرفة وأيام التشريق الثلاثة, وقد جاءت النصوص بذلك في عدة أحاديث صحيحة تقدم ذكرها في أول الكتاب فلتراجع (١) ففيها أبلغ رد على من زعم أن أعياد المسلمين عيدان فقط لا ثالث لهما.
الوجه الثامن أن يقال: إن الخطباء وغيرهم من العلماء الذين ينكرون الاحتفال بالمولد النبوي والمآتم لم يحرموا زينة الله التي أخرج لعباده ولم يحرموا الطيبات من الرزق, وإنما حرموا الاحتفال بالبدع والأعياد التي لم يأذن بها الله ولم تكن من سنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولا من عمل الصحابة رضي اله عنهم. وعلى هذا فإيراد الكاتب للآية الكريمة من سورة الأعراف في معرض الاعتراض على الخطباء وغيرهم من العلماء الذين ينهون عن البدع والمخالفات وينكرون الاحتفال بالمولد النبوي وإقامة الولائم في المآتم إيراد لا محل له وإنما هو في الحقيقة