روي نحوه عن عدد كثير من الصحابة رضي الله عنهم وقد ذكرت جملة من أحاديثهم في أول كتابي المسمى بـ «الإيضاح والتبيين, لما وقع فيه الأكثرون من مشابهة المشركين» فلتراجع هناك.
وأما ما فيه من التشبه باليهود فهو أن علماء السوء كانوا يحسّنون للجهال بدعة المولد ويرغبونهم في الاحتفال بها فيطيعهم الجهال ويعملون بهذه البدعة التي لم يأذن الله بها ولم يأمر بها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولم يفعلها أحد من الصحابة ولا التابعين لهم بإحسان, وهذا شبيه بما أخبر الله به عن اليهود والنصارى أنهم اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أرباباً من دون الله, وقد روى الترمذي وابن جرير عن عدي بن حاتم رضي الله عنه قال: أتيت النبي - صلى الله عليه وسلم - وسمعته يقرأ:{اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أرباباً من دون الله} قال: «أما إنهم لم يكونوا يعبدونهم ولكنهم كانوا إذا أحلوا لهم شيئاً استحلوه وإذا حرموا عليهم شيئاً حرموه» قال ابن الجوزي في تفسيره فعلى هذا المعنى أنهم جعلوهم كالأرباب وإن لم يقولوا إنهم أرباب. وقال القرطبي في تفسيره قال أهل المعاني جعلوا أحبارهم ورهبانهم كالأرباب حيث أطاعوهم في كل شيء انتهى. وفي رواية لابن جرير أن عدي بن حاتم رضي الله عنه قال: يا رسول الله إنا لسنا نعبدهم فقال: «أليس يحرمون ما أحل الله فتحرمونه ويحلون ما حرم الله فتحلونه» قال: قلت بلى قال: «فتلك عبادتهم». وروى ابن جرير أيضاً عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال:«لم يأمروهم أن يسجدوا لهم ولكن أمروهم بمعصية الله فأطاعوهم فسمّاهم الله بذلك أرباباً» وروى ابن جرير أيضاً عن حذيفة رضي الله عنه أنه قال: «لم يعبدوهم ولكنهم أطاعوهم في المعاصي» وروى ابن جرير أيضاً عن الحسن: {اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أرباباً} قال في الطاعة, وروى ابن جرير أيضاً عن الربيع بن أنس قال: قلت لأبي العالية كيف كانت