الأسود، لكنَّ مَنْ لم يسافر إلى الأقطار، ولم يتعرف أحوال الناس، لا يدري قَدْرَ ما هو فيه من العافية، فأنتم ــ إن شاء الله تعالى ــ في حقِّ هذه الأمة الأولى كما قال تعالى:{كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ}[آل عمران: ١١٠]، وكما قال تعالى:{الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ}[الحج: ٤١].
أصبحتم إخواني تحت سَنْجق (١) رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ــ إن شاء الله تعالى ــ مع شيخكم وإمامكم، شيخِنا وإمامنا المبدوءِ بذكره - رضي الله عنه -، قد تميزتم عن جميع أهل الأرض من فقهائها وفقرائها، وصوفيتها، وعوامِّها= بالدين الصحيح.
وقد عرفتم ما أحدث الناسُ من الأحداث، في الفقهاء والفقراء والصوفية والعوام، فأنتم اليوم في مقابلة الجَهْمِيَّةِ من الفقهاء، نصرتم الله ورسولَه في حفظ الله ما أضاعوه من دين الله، تُصلحون ما أفسدوه من تعطيل صفات الله.
وأنتم أيضًا في مقابلة مَن لم يَنْفُذْ في علمه من الفقهاء إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وجمد على مجرد تقليد الأئمة فإنكم قد نصرتم الله ورسولَه في تنفيذ العلم إلى أصوله من الكتاب والسنة، واتخاذ أقوال الأئمة، تأنُّسًا بهم لا تقليدًا لهم.
وأنتم أيضًا في مقابلة ما أحدَثَتْه أنواع الفقراء من الأحمدية والحريرية من إظهار شعار المُكاء والتَصْدِية ومؤاخاة النساء والصبيان، والإعراض عن دين