للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فبقي معكوسًا يجيء الخِنْصر موضع الإبهام، والإبهام موضع الخنصر. فكسرها، وما بقي لها ذكر ولا أثر. ولله الحمد.

فصل

وكانت صخرة كبيرة عظيمة في وسط محراب (مسجد النارنج) فيتوجه المصلي إليه ضرورة، وعليها ستر أسود مرخيّ ودَرَابزين (١) حولها. وقد استفاض بين الناس أنه حُطّ عليها رأس الحسين ــ عليه السلام ــ فانشقت له، وأنها متى انشقت كلها قامت القيامة. ولها في كل سنة ــ يومَ عاشوراء ــ عيدٌ يجتمع فيه الناس، ويبقون في ذلك اليوم وفي غيره من الأيام يتبرّكون بها ويقبلونها، وينذرون لها النذور، ويلطخونها بالخَلَوق، ويدعون عندها.

فبلغ ذلك الشيخ، فطلب الحجَّارين من القلعة، وخرج إليها ومعه شرف الدِّين في جماعة كبيرة. فأول شيء عمله قلع الدرابزين من حولها، ونتش الستر عنها ورماه. وصاح على الحجارين: «دَهْ عليه! » (٢)، فتأخروا عنها، فتقدم هو وأخوه شرف الدِّين وضربها بنعله وقال: «إن أصاب أحدًا منها شيء أصابنا نحن قبله». فتقدم إليها عند ذلك الحجارون، وحفروا عليها. فإذا هي رأس عمود كبير قد حفر له ونزل في ذلك المكان، فكسروه، وحملوه على أربع عشرة بهيمة وأحرقوه كلسًا.


(١) هو الحاجز على جانبي الشيء، يقي من السقوط ونحوه.
(٢) كذا في الأصل. ولعلها صوت يصدره الشخص للحض والإغراء، كما يصدره صاحب الفرس أو الإبل للزجر، ينظر «المعجم الوسيط» (ص ٢٩٩)، و «تكملة المعاجم» لدوزي (٤/ ٤٤٨).

<<  <   >  >>