فإن صلاتكم عليّ معروضة عليَّ». قالوا: يا رسول الله كيف تعرض صلاتنا عليك وقد أرِمتَ؟ فقال:«تقولون إني بليت؟ » قالوا: نعم. قال:«إن الله قد حرم على الأرض أن تأكل لحوم الأنبياء». وقد روى ابن عبد البرّ حديثًا وصححه أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:«ما من رجل مؤمن يمرّ بقبر رجل مؤمن كان يعرفه في الدنيا فسلم عليه إلا ردّ الله عليه روحه حتى يرد عليه السلام».
وأما الزيارة البدعية؛ فهي أن تُزار القبور للتبرك بها، أو الدعاء عندها، أو الاستغاثة بأهلها، أو النذر لها ــ مثل زيت أو كسوة أو شمع أو دراهم ــ أو يشعلون عندها السُّرُج، أو يصلون عندها، فإن النبي - صلى الله عليه وسلم - نهى عن جميع ذلك فقال:«لعن الله زوارات القبور، والمتخذين عليا المساجد والسرج» وقال: «إن من كان قبلكم كانوا يتخذون القبور مساجد، ألا فلا تتخذوا القبور مساجد، فإني أنهاكم عن ذلك» وقال: «إن من شرار الناس من تدركهم الساعة وهم أحياء، والذين اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد» يحذر ما فعلوا: قالت عائشة - رضي الله عنها -: «ولولا ذلك لأبرز قبره، ولكن كره أن يتخذ مسجدًا». فهذه الزيارة على هذا الوجه بدعية منهيٌّ عنها.
فصل
وكان تحت الطاحون التي قبلي (مسجد النارنج) في الماء عند فراش الطاحون صنم حجر يُعظَّم ويستسقى به، فكان بعض الناس يكون عنده مولود صغير وقد طال به المرض، فيأتون به حتى يغطسوه عند الصنم في الماء ويشفى، ويحطون عند الصنم خبزًا وحلوى وغير ذلك. فخرج إليه الشيخ شرف الدِّين أخو الشيخ تقي الدِّين فكسره وخلّص أولاد الناس منه.
وكان عمود في حارة الفرما يقال له:(العمود المخلق) وكان حاله كما