وكان مع أناس حجارين حجر رخام وقد قمّعوه بقصدير، وفي وسط الحجر أثر قدم، دائرين به في البلاد، ويدخلون به على بيوت الكبراء والسعداء في الأسواق، ويقولون لهم: هذا موضع قدم نبيكم، فيبقى الناس يقبلونه ويتبركون به ويعطونهم الأموال لأجل ذلك، فأمسكهم الشيخ، فكسر ذلك الحجر، وتهارب أصحابه من قدام الشيخ مخافة أن يضرهم.
فصل
وجاء إنسان إلى الشيخ يومًا بخبزٍ يابس فقال:«يا سيدي قد جِبتُ هذا من صماط الخليل على اسمك». فقال له: «ما لي به حاجة. أنا حاجتي إلى الدِّين الذي كان عليه الخليل، ومتابعة ملة الخليل الذي أمر الله أمة محمد بمتابعتها. ما لي حاجة بهذا الخبز، والخليل ما عمل هذا، ولا أمر بهذا العَدَس، ولا كان يطعم ويضيف غير اللحم. قال الله تعالى:{فَرَاغَ إِلَى أَهْلِهِ فَجَاءَ بِعِجْلٍ سَمِينٍ}[الذاريات: ٢٦]. وأما العَدَس فإنه شهوة اليهود، وقد سئل عبد الله بن المبارك - رضي الله عنه - فقيل له: جاء حديث: أن العَدَس قدَّسه سبعون نبيًّا (١)، فقال:«لا، ولا نصف نبي».
فصل
ولما كان الشيخ في ديار مصر كان ينهى عن إتيان المشاهد وتعظيمها،