للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

صحيحًا لما خرج منه مسرعًا، فلما كان مساءُ النهارِ المذكور رجع ببعض حوائجه، ورجع إليه الجماعة والأعيانُ، وقالوا: إن رَسَمَ السلطان بأن يضع على البلد شيئًا معلومًا سعينا في استخراجه، ويكون مثل الشراءِ للبلد، ويمنّ علينا السلطانُ بعِتقِ المسلمين». (١/ ٢٧٢ - ٢٧٤).

وقال: «وحكى لي الشيخ الإمام علمُ الدِّين ابن البِرْزَالي، قال:

في يوم الخميس خامس وعشرين، اجتمعتُ بالشيخ تقيِّ الدِّين ابن تيمية، فذكر اجتماعه بالأمير قُطْلُو شاه (١)، قال: وذكر لي قُطْلُوشاه أنه من أولاد جنكزخان، وأنه أصفر الوجه لا شعرةَ بوجهه أيضًا، من أبناء خمسين سنة، وأنه ذكر لهم أن الله ختم الرسالة بمحمد، وأن جنكزخان جدَّه كان ملك البسيطة، وكُلُّ من خرج عن طاعته وطاعة ذريته فهو خارجي.

وذكر اجتماعه بالملك غازان وبالوزيرين سعد الدِّين ورشيد الدِّين الوزير الطبيب، والشريف قطب الدِّين ناظر الخزانة، ومكاتبه صدر الدين، وبالنجيب الكحَّال اليهودي، وبشيخ المشايخ نظام الدِّين محمود، وبأصيل الدِّين ابن النَّصير الطُّوسي ناظر الأوقاف.

وذكر أنه رأى عند قُطْلو شاه صاحبَ سيس (٢)، وهو أشقر كثُّ اللحية، ومعهم طائفةٌ قليلةٌ عليهم الذِّلَّةُ والإجرام، وذكر أن سفر قُطْلُوشاه كان ظهر


(١) (ط): «قُطْلُغ شاه» في الموضعين، وسيأتي في الصفحة التالية على الصواب: «قطلوشاه»، ويقال أيضًا: «خطلو شاه». ترجمته في «أعيان العصر»: (٢/ ٣٢١ - ٣٢٢)، و «الدرر الكامنة»: (٢/ ٨٥).
(٢) مدينة من أعظم الثغور الشامية بين أنطاكية وطرسوس «معجم البلدان»: (٣/ ٢٩٧). وكان صاحبها نصرانيًّا معاونًا للتتار والنصارى على المسلمين، عاملًا على أذيتهم.

<<  <   >  >>