للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بنيان المسجد ومجيء النذور، وكان للناس فيها [اعتقادات] (١) كثيرة. (٢/ ٨١٤)

قال: وفيها، في ذي الحجة، توجه الشيخ تقي الدِّين ابن تيمية إلى الجبليَّة (٢)، وصُحْبتَه الأميرُ بهاء الدِّين قراقوش. وهم الجرديون والكسروانيون، بسبب الإصلاح، وأن يحضروا إلى الطاعة، وكان قبل سفر الشيخ تقي الدِّين قد توجّه السيد الشريف زين الدِّين ابن عدنان إليهم، فغاب أيامًا وعاد ولم يحصل اتفاق، فعند ذلك جُرّدت العساكر، وجُمعت الرجال من جميع بلاد الشام، ولم تزل تَرِد الجُموع من كل ناحية إلى سَلْخ الشهر، كما سيأتي ذكره في مستهل سنة خمس وسبع مائة إن شاء الله تعالى. (٢/ ٨١٨ - ٨١٩)

(سنة ٧٠٥)

قال: فلما كان مستهلّ رجب أمروا الناسَ بالصوم لأجل الاستسقاء، وخرج الناسُ يوم الخميس ثالث الشهر إلى ميدان المِزَّة، وحُمِل إلى هناك المنبر، وخرج نائب السلطنة وجميع الأمراء والقضاة والعلماء والفقهاء والقُراء والصوفية وعامة الناس مشاةً إلى هناك على الهيئة المشروعة. وخطب الخطيب شرف الدِّين [الفزاري] خطبةً حسنة، وزادها حُسْنًا بإيراده وفصاحته وإعرابه، وكان جمعًا عظيمًا.


(١) بياض في المخطوط، وأثبتها المحقق «أقاويل» وهي كذلك في «عقد الجمان» للعيني، والأقرب ما أثبت، ويؤيده ما في «شذرات الذهب»: (٦/ ٩) قال: «وكان يزورها الناس وينذرون لها النذور، ولهم فيها اعتقاد».
(٢) طائفة منسوبة إلى جبل عاملة في لبنان.

<<  <   >  >>