للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وكذلك القاضي جلال الدِّين القزويني، فإنه أحضر العقيدة التي كانت قد أُحضرت في زمان أخيه (١)، وجرى ما تقدم ذكره، وتحدَّثوا مع ملك الأمراء في أن يكاتب في أمرهم فأجاب.

فلما كان يوم السبت عاشر رمضان، وصل غلام ملك الأمراء على البريد من مصر، وأخبرَ أنَّ الطلب على ابن تيمية كثير، وأنَّ القاضي (٢) قد قام في قضيته قيامًا عظيمًا، وأن الأمير ركن الدِّين الجاشنكير معه في هذا الأمر، ونقل أشياءَ كثيرة عن الحنابلة قد وقعت بالديار المصرية، وأن بعضهم قد عُزِّروا، وأن القاضي الحنبلي والمالكي جرى بينهما كلام، فلما سمع ملكُ الأمراء كلامَه انحلَّت عزائمه عن المكاتبة بسببهم، وحضر البريديُّ العُمَري، وقال له: إما أن تسيّرهما معي، وإما أن تكتب جواب المطالعة، فلما كان بكرة يوم الأحد حادي عشر شهر رمضان حضر شمس الدِّين محمد المَهْمَندار إلى تقي الدِّين ابن تيمية وقال له: قد رسم ملك الأمراء أن تسافر غدًا أنت والقاضي، فأجاب بالسمع والطاعة، وراح إلى القاضي وعرّفه، وشرعوا في تجهيز أشغالهما، وسافروا في يوم الاثنين ثاني عشر شهر رمضان، فسافر القاضي خامسة النهار، وتقي الدِّين الثامنة، وفي صحبته أخواه: الشيخ شرف الدِّين عبد الله، وزين الدِّين عبد الرحمن، ومن أصحابه: شرف الدِّين ابن منجّا، وتقيّ الدِّين [أبو حفص بن] شُقَير، وفخر الدِّين وعلاء الدِّين أولاد الصائغ، وشمس الدِّين التّدْمري وغيرهم.


(١) إمام الدِّين القزويني.
(٢) يعني: القاضي ابن مخلوف المالكي، كما سيأتي.

<<  <   >  >>