للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فقال: هو عدوِّي وعدوّ [مذهبي]. وأظنه أساء القول على الحاكم (١) .... فطال الأمر، ولم يزدهم على هذا القول .... (٢)

فعند ذلك حكم القاضي المالكي بسحبه (٣) من المجلس، ورَسَم بحبسه وحبس أخويه شرف الدِّين وزين الدِّين معه، فحبسوهم في برج من أبراج القلعة، فقيل: دخل عليهم بعض غلمان الأمراء ومعه حلاوة، وتردَّد إليه جماعةٌ من الأمراء، فبلغ القاضي، فطلع واجتمع بالأمراء في أمره، وقال: يجب عليه التضييق إذا لم يقبل، وإلا فقد ثبت كفره ووجب قتله، فنقلوه وأخويه إلى الجبِّ بقلعة الجبل ليلة عيد الفطر.

وبعد قيام تقي الدِّين ابن تيمية من المجلس المذكور تكلَّم قاضي القضاة بدر الدِّين ابن جَماعة في مسألة القرآن المجيد وشيء من عقيدة الإمام الشافعي - رضي الله عنه -، فقيل لقاضي القضاة شمس الدِّين الحنفي السروجي: ما تقول في ذلك؟ فقال: كذا أقول وأعتقد، فقالوا بعده لقاضي القضاة شرف الدِّين الحنبلي: ماذا تقول؟ فتلَجْلَج، فقال له الشيخ شمس الدِّين القروي المالكي: جدِّد إسلامك وإلا ألحقوك به، أنا أحبك وأنصحك، فخجل فلقَّنه قاضي القضاة بدر الدِّين ابن جماعة ما يقول، فقال الذي لقنه، وانفصل المجلس.


(١) ما بين المعكوفين بياض بالأصل وأكملته من المصادر.
ولم يذكر أحد ممن نقل هذه المناظرة أن شيخ الإسلام أساء القول على أحد، فظنّ المؤلف يبقى ظنًّا!
(٢) هذه النقاط وما قبلها تشير إلى بياضات في الأصل.
(٣) (ط): «بحبسه» ولعله ما أثبت. وفي المصادر «فأقيم من المجلس».

<<  <   >  >>