تقي الدِّين ابن تيمية وجماعة بمسجد النارنج جوار المصلى، وحضر معهم بعض الحجارين وقطعوا الصخرة التي كانت هناك وأزالوها واستراح الناس من زيارة شيء لا أصل له، والاعتقاد فيه بغير طريق شرعي. (ص ٢٤٦).
توجه الشيخ تقي الدِّين ابن تيمية إلى الجبلية الجرديين والكسراونيين وصحبته الأمير قراقوش في مستهل ذي الحجة (سنة ٧٠٤) ثم توجه بعدهم إلى الجهة المذكورة الشريف زين الدِّين ابن عدنان في نصف ذي الحجة. (ص ٢٥٣).
وفي يوم السبت تاسع جمادى الأولى (٧٠٥) اجتمع جماعة من الأحمدية الرفاعية عند نائب السلطنة بالقصر، وحضر الشيخ تقي الدِّين ابن تيمية وطلبوا أن يسلم إليهم حالهم، وأن الشيخ تقي الدِّين لا يعارضهم ولا ينكر عليهم، وأرادوا أن يظهروا شيئًا مما يفعلونه فانتدب لهم الشيخ وتكلم باتباع الشريعة وأنه لا يسع أحدًا الخروج عنها بقول ولا فعل، وذكر أن لهم حيلًا يتحيلون بها في دخول النار وإخراج الزَّبد من الحلوق، وقال لهم: من أراد دخول النار فليغسل جسده في الحمام، ثم يدلكه بالخل ثم يدخل، ولو دخل لا يلتفت إلى ذلك، بل هو نوع من فعل الدجال عندنا، وكانوا جمعًا كبيرًا، وقال الشيخ صالح شيخ المنيبع: نحن أحوالنا تنفق عند التتار ما تنفق قدام الشرع، وانفصل المجلس على أنهم يخلعون الأطواق الحديد، وعلى أن من خرج عن الكتاب والسنة ضربت رقبته، وحفظ هذه الكلمة الحاضرون من الأمراء والأكابر وأعيان الدولة، وكتب الشيخ عقيب هذه الواقعة جزءًا في حال الأحمدية ومبدئهم وأصل طريقتهم، وذكر شيخهم وما في طريقهم من الخير والشر وأوضح الأمر في ذلك. (ص ٢٦٣ - ٢٦٤).