للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

واجتمع الناس في ذلك اليوم في مشهد عليّ، وتشاوروا في أمر الخروج إلى غازان. فكان ممّن اجتمع ذلك اليوم مَن يُذكر وهم: القاضي بدر الدِّين ابن جماعة، والشيخ زين الدِّين الفارقيّ، والشيخ تقيّ الدِّين ابن التيميّة، وقاضي القضاة نجم الدِّين بن صصري، والصاحب فخر الدِّين بن الشيرجيّ، والقاضي عزّ الدِّين بن الزكيّ، والشيخ وجيه الدِّين بن منجَّى، والصدر عزّ الدِّين بن القلانسيّ، وأمين الدِّين بن شقير الحرّانيّ، والشريف زين الدِّين بن عدنان، والشيخ نجم الدِّين [بن] أبي الطيّب، وناصر الدِّين عبد السلام، والصاحب شهاب الدِّين بن الحنفي، والقاضي شمس الدِّين ابن الحريري، والشيخ الصالح شمس الدِّين قوام النابلسي، وجماعة كبيرة من القراء والفقهاء والعدول، وأجمعوا رأيهم على الخروج إلى غازان. فلما كان نهار الاثنين صلوا صلاة الظهر وتوجهوا إلى الله عز وجل وخرجوا ليتقنوا أمر صلاح البلد. (٩/ ١٨ - ١٩).

ثم إن التتار طلعوا إلى جبل الصالحية، وفعلوا فيه من الأفعال القبيحة ما يطول شرحه مما تقشعر لهول سماعه الأبدان. فخرج الشيخ تقي الدِّين ابن التيمية إلى عند شيخ الشيوخ وصحبته جماعة من أهل البلد، وشكوا إليه الحال. فخرج إليهم في يوم الثلاثاء وسط النهار. فلما بلغ التتار الذين كانوا بجبل الصالحية مجي شيخ الشيوخ هربوا بعد أن أخربوا جميع مساكنه ونهبوا ساير أمواله وسبوا حريم أهله وأولادهم وبناتهم، وجرت عليهم أمور عظام لا يطاق سماعها، أضربت عن ذكر جميع ذلك. (٩/ ٢٨).

وحكى الشيخ علم الدِّين البرزالي، قال: اجتمعتُ يوم الخميس الخامس والعشرين من الشهر بالشيخ تقي الدِّين ابن التيمية، فذكر أنه اجتمع

<<  <   >  >>