للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ببهاء الدِّين قطلوشاه، وذكر له أنه من عظم جنكزخان، ولحية قطلوشاه أجرود ولا شعرةَ بوجهه أصلًا، وأنه كان له في ذلك العهد من العمر اثنتين وخمسين سنة، وأنه ذكر له أن الله عز وجل ختم الرسالة بمحمد - صلى الله عليه وسلم -، وأن جنكزخان جده كان مسلمًا، وكل من خرج من ذريته مسلمين، ومن خرج من طاعته فهو خارجي، وذكر أيضًا اجتماعه بالملك غازان، والوزير سعد الدين، ورشيد الدولة الوزير المتطبب، وكذلك بالشريف قطب الدِّين ناظر الخزانة، والكاتب صدر الدين، والنجيب الكحال اليهودي، وشيخ الشيوخ نظام الدِّين محمود، وأصيل الدِّين بن النصير الطوسي ناظر الأوقاف، وهؤلاء كانوا أعيان دولة الملك غازان، وذكر أيضًا أنه رأى عند قطلوشاه صاحب سيس الملعون، وهو أشقر أزرق كث اللحية ومعه طايفة من الأرمن عليهم الذلة والمسكنة. وكان سفر قطلوشاه ظهر يوم الثلاثاء الثالث والعشرين من الشهر. وكان سبب اجتماع الشيخ تقي الدِّين بهؤلاء الأسرا، وقال: إنهم يكتبون في جميع فرامينهم بقوة الله وبميثاق الملة المحمدية! وذكر أنه اجتمع بشخص منهم فيه دين وسكون وصلاة حسنة، فسأله: ما السبب في خروجك وقتالك المسلمين وأنت كما أرى منك؟ فقال: أفتانا شيخنا بتخريب الشأم وأخذ أموالهم، لأنهم لا يصلون إلا بالأجرة، ولا يؤذنون إلا لذلك، ولا يتفقهون إلا بمثل ذلك. (٩/ ٣٢ - ٣٣).

وفي العشر الأخير من الشهر المذكور (١) نزل أيضًا جماعة من القلعة وقتلوا جماعة من التتار وحصلت خبطة عظيمة، ومسك جماعة من الذين كانوا ينسبون إلى المشي مع التتار، وجبيت أيضًا جباية أخرى لبوليه مقدم التتار.


(١). جمادى الآخرة، سنة (٦٩٩).

<<  <   >  >>