للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وعلى إثر هذه الواقعة ألَّف شيخ الإسلام: «الصارم المسلول على شاتم الرسول» فانظر إلى آثار رحمة الله. ويستفاد من هذا أن المحتسب إذا نصح بأمر، فلم يقبل منه، وناله في سبيله بعض الأذى فليحتمل ذلك بنفس رضية، ولن يخلو قيامه بالحق من أثر بإحسان.

السجنة الثانية: في القاهرة لمدة عام وستة شهور من يوم الجمعة ٢٦/ رمضان سنة ٧٠٥ سُجن في برج أيامًا، ثم نقل إلى الجُبِّ بقلعة الجبل ليلة العيد ١/ ١٠/ ٧٠٥ ومعه أخواه الشرف عبد الله والزين عبد الرحمن، واستمر إلى يوم الجمعة ٢٣/ ٣/ ٧٠٧. وكان خادمه وتلميذه إبراهيم الغياني من المرافقين له في سفره هذا إلى مصر.

وسببها: ما ذكره ابن كثير في حوادث سنة ٧٠٥ في المجلس الثالث فلينظر بطوله من هذا الجامع (ص ٥٣٤ - ٥٣٥).

وهي بسبب مسألة العرش ومسألة الكلام ومسألة النزول، وفيها من المواقف البطولية، والصدق في ذات الله ما يملأ النفس بالإيمان والمجد في العمل.

وكان مما جرى فيها أن أخاه الشرف، ابتهل، ودعا الله عليهم في حال خروجهم، فمنعه الشيخ وقال له: بل قل: «اللهم هب لهم نورًا يهتدون به إلى الحق».

فلِلَّه ما أعظمه من أدب جم، وما أعظمه من خلق رفيع، وهضم للنفس، وبحث عن الحق. وإن هذه ــ وايم الله ــ فائدة تساوي رحلة، وأين هذه من حالنا إذا نيل من الواحد شيء غضب وسخط، وجلب أنواع الدعاء على عدوه، فاللهم اجعل لنا ولمن آذانا فيك نورًا نهتدي به إلى الحق.

<<  <   >  >>