للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وله باعٌ طويل في معرفة مذاهب الصحابة والتابعين، وقلّ أن يتكلَّم في مسألة إلا ويذكر فيها مذاهب الأئمة الأربعة، وقد خالف الأربعةَ في مسائل معروفة، وصنَّف فيها، واحتجَّ لها بالكتاب والسنة.

وله مصنف سماه: «السياسة الشرعية في إصلاح الراعي والرعية» (١)، وكتاب «رفع الملام عن الأئمة الأعلام» (٢).

ولما كان معتقلًا بالإسكندرية (٣) التَمَس منه صاحب سَبْتة أن يجيز له مروياته، وينصّ (٤) على أسماء جملةٍ منها، فكتب في عشر ورقات جملةً من ذلك بأسانيدها من حفظه، بحيث يعجز أن يعمل بعضَه أكبرُ محدّثٍ يكون.

وله الآن عدَّة سنين لا يُفتي بمذهب معيَّن، بل بما قامَ الدليلُ عليه عنده، ولقد نصَرَ السنةَ المَحْضة والطريقة السلفية، واحتجَّ لها ببراهين ومقدِّمات وأمور لم يُسبق إليها، وأطلق عبارات أحجم عنها الأولون والآخرون وهابوا، وجَسَر هو عليها، حتى قام عليه خلقٌ من علماء مصر والشام قيامًا لا مزيد عليه، وبدّعوه وناظروه وكابروه، وهو ثابت لا يُداهن ولا يُحابي، بل يقول الحقَّ المُرَّ الذي أداه إليه اجتهادُه، وحِدَّةُ ذهنه، وسَعَة دائرته في السنن والأقوال، مع ما اشتهر منه من الوَرَع، وكمال الفكر، وسرعة الإدراك، والخوف من الله، والتعظيم لحُرمات الله.


(١) طبعت النسخة الكاملة منه بتحقيقي ضمن مشروع آثار شيخ الإسلام ابن تيمية عام ١٤٢٩.
(٢) طبع مرارًا مفردًا وضمن «مجموع الفتاوى»: (٢٠/ ٢٣١ - ٢٩٣).
(٣) وذلك في سنة (٧٠٩ هـ).
(٤) غير محررة في (ظ).

<<  <   >  >>