للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أشبهه برجل موتور (١) يطلبُ الثأر من جميع الفِرَق المخالفة لدين الإسلام، لا يُبالي بكثرة عددهم، ولا يتزعزع أن يتابع مددهم، ولا تهوله كثرة جموعهم، ولا يُتَعْتعه تهديدهم أو تهويلهم مِن تابِعِهم أو متبوعِهم.

إن ناظر المتفلسفين قَمَعهم، وإن عارض (٢) المتكلمين قطعَهم، وإن جارى المبتدعين بدَّدَهم، وإن كافح المُلْحدين شرّدهم، يجول في ميادين المناظرة والجدال جَوَلان الفرسان الأجلاد الأبطال، ويجري عند المقارعة والنزال فلا يُجارَى في مسابقة ولا نِضال، فهو الفارس الثائر والشجاع الفائر (٣)، يثأر لدين الله ممن خالفه، وينتصر لكلام الله ممن أحال معناه أو حرّفه. يؤسِّس التأسيسات القويمات، ويمهّد القواعد المستقيمات، لا تُدْحَض له حجة إذا شرع في إقامة الحُجج والبراهين، ولا يعتاصُ عليه حلّ شُبهة إذا سلك المحجَّة في نصر الدين.

يسُلُّ بِدَع المبتدعين من دين المسلمين سلّ الشعرة من العجين، ويستخرج شُبَه الملحدين التي تدِقُّ في أعين الناظرين، وتعضل المناظرين، استخراجَ من جَعلَ حديدَ المغلق من أقفالها، والمقفل من إشكالها، في بنانِه وبيانِه ألينَ من الطين.

قد تقلَّد صماصمَ الأدلة العقلية، واعتقل لهاذمَ البراهين النقليّة، وامتطى (٤)


(١) الأصل: «موثور» بالثاء.
(٢) الأصل: «أعرض».
(٣) مطموس آخر الكلمة. فلعلها ما أثبت.
(٤) الأصل: «وامتطاء».

<<  <   >  >>