للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

تمسكها، ثم رأى عمودًا كبيرًا عظيمًا نورًا من الأرض إلى السماء، قد غشي نوره من الأرض إلى السماء وما حوله، فلما أصبح قيل: قد مات الشيخ، فوقع في نفسه أن الرؤيا له، وكانت نصف الليل وقت موته.

وحدثنا ــ أيضًا ــ: أن امرأةً صالحةً رأت أن رجلًا نائمًا في الأرض وقد نزل عليه من السماء نور غشاه وارتفع، وكلما ارتفع قوي النور حتى صعد إلى السماء.

ورأى رجلٌ صالح الشيخَ بعد موته فسأله: ما فعل الله بك؟ وأقسم عليه، فقال: كلّ خير، وعبّر بعبارات فصيحة عن هذه المعاني، وعلى رأسه تاج حرير كهيئة ما يلبسه الأمراء. فقال: هذا حرير وأنت كنت تنهى عنه؟ فقال: ألبسنيه الله تعالى بصبري على الحبس. حدثني به ابن نور الدِّين ابن الصائغ.

رأى رجلٌ صالحٌ ليلةَ موتِ الشيخ أنه في منزل وفيه امرأة جميلة عليها لؤلؤ ونحوه وظَهْرُه إليها، وهناك امرأة عجوز، والشيخ حامل شيئًا وهو طالع به في درج، فسألَ المرأةَ عما معه؟ فقالت: هذا قمحه يريد طحنه يتبلَّغ منه، فمن له قمح طحنه وتبلّغ منه، ومن لا له شيءٌ لا يتبلَّغ بشيء. أو كما قال. حدثني به ثقات.

ورأى رجل ثقة عند أصحابنا كالشيخ شمس الدِّين محمد بن رُزَيز وغيره أن رجلًا نصرانيًّا ذاهبًا (١)، فقال له المُسْلِم: إلى أين؟ فقال: إلى المسيح عليه السلام. فقال: أنا أولى به، فذهب معه إليه، فرآه في هيئةٍ حسنة، فقال الرائي في نفسه: لو رأيت نبينا - صلى الله عليه وسلم - حتى أراه وأرى منزلته عند المسيح


(١) كذا في الأصل.

<<  <   >  >>