للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الفجر ــ أربعين مرة أحيا الله بها قلبَه» (١).

قال ابن القيم: «وحضرت شيخَ الإسلام ابن تيمية مرَّة صلى الفجر، ثم جلس يذكر الله تعالى إلى قريبٍ من انتصاف النهار، ثم التفت إليَّ وقال: هذه غَدْوتي، ولو لم أتغدَّ هذا الغداء لسقطت قوتي. أو كلامًا قريبًا من هذا.

وقال لي مرةً: لا أترك الذِّكْر إلا بنيّة إجمام نفسي وإراحتها، لأستعدَّ بتلك الراحة لذِكْر آخر. أو كلامًا هذا معناه» (٢).

وقال: «وكان ــ أي شيخ الإسلام ابن تيمية ــ يقول في سجوده ــ وهو محبوس ــ: «اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك» ما شاء الله» (٣).

قال ابن القيم ضمن فوائد الذكر: «إن الذِّكْر يعطي الذَّاكر قوة، حتى إنه ليفعل مع الذِّكْر ما لا يطيق فعله بدونه، وقد شاهدت من قوة شيخ الإسلام ابن تيمية في مشيته وكلامه وإقدامه وكتابته أمرًا عجيبًا، فكان يكتب في اليوم من التصنيف ما يكتبه الناسخ في جمعة وأكثر، وقد شاهد العسكرُ من قوَّته في الحرب أمرًا عظيمًا» (٤).

وقال: «قال يونس بن عُبيد: ليس رجلٌ يكون على دابَّة صعبة فيقول في أذنها: {أَفَغَيْرَ دِينِ اللَّهِ يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا


(١) «مدارج السالكين»: (٣/ ٢٦٤).
(٢) «الوابل الصيب» (ص ٩٦ - دار عالم الفوائد).
(٣) المصدر نفسه (ص ١٠٩).
(٤) المصدر نفسه (ص ١٨٥).

<<  <   >  >>