للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ} [آل عمران: ٨٣] إلا وقفت بإذن الله تعالى.

قال شيخنا ــ قدس الله روحه ــ: وقد فعلنا ذلك فكان كذلك» (١).

* مقابلة الإساءة بالإحسان:

وذكر ابن القيم مقابلة الإساءة بالإحسان ثم قال: «ومن أراد فهم هذه الدرجة كما ينبغي، فلينظر إلى سيرة النبي - صلى الله عليه وسلم - مع الناس يجدها هذه بعينها، ولم يكن كمال هذه الدرجة لأحدٍ سواه، ثم للورثة منها بحسب سهامهم من التَّرِكة.

وما رأيت أحدًا قطُّ أجمع لهذه الخصال من شيخ الإسلام ابن تيمية ــ قدس الله روحه ــ، وكان بعضُ أصحابه الأكابر يقول: ودِدْتُ أني لأصحابي مثله لأعدائه وخصومه، وما رأيته يدعو على أحدٍ منهم قط، وكان يدعو لهم.

وجئتُ يومًا مبشرًا له بموت أكبر أعدائه، وأشدّهم عداوةً وأذى له، فنهرني وتنكَّر لي واسترجع، ثم قام من فوره إلى بيت أهله فعزَّاهم، وقال: إني لكم مكانه، ولا يكون لكم أمر تحتاجون فيه إلى مساعدة إلا وساعدتكم فيه. ونحو هذا من الكلام، فسرُّوا به، ودعوا له، وعظَّموا هذه الحال منه، فرحمه الله ورضي عنه» (٢).

* تواضعه وهضمه لنفسه:

قال ابن القيم: «فلا شيء أنفع للصادق من التحقق بالمسكنة والفاقة


(١) الوابل الصيب (ص ٣٣٤).
(٢) «مدارج السالكين»: (٢/ ٣٤٥).

<<  <   >  >>