للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الفقهاء من الحنفية فقال: أستشيرك في أمر. قلت: وما هو؟ قال: أريد أن انتقل عن مذهبي. قلت له: ولم؟ قال: لأني أرى الأحاديث الصحيحة كثيرًا تخالفه، واستشرت في هذا بعض أئمة أصحاب الشافعي فقال لي: ولو رجعت عن مذهبك لم يرتفع ذلك من المذهب، وقد تقرَّرت المذاهب، ورجوعك غير مفيد. وأشار عليَّ بعضُ مشايخ التصوف بالافتقار إلى الله والتضرُّع إليه وسؤال الهداية لما يحبه ويرضاه، فماذا تشير به أنتَ عليَّ؟

قال: فقلت له: اجعل المذهب ثلاثة أقسام: قسمٌ الحق فيه ظاهر بيِّن موافقٌ للكتاب والسنة، فاقض به وأنت طيب النفس منشرح الصدر.

وقسم مرجوح ومخالفُه معه الدليل، فلا تُفْتِ به ولا تحكم به وادفعه عنك.

وقسم من مسائل الاجتهاد التي الأدلة فيها متجاذبة، فإن شئت أن تفتي به، وإن شئت أن تدفعه عنك، فقال: جزاك الله خيرًا. أو كما قال» (١).

ــ الاستغاثة بالله:

ذكر ابن القيم الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم، ثم قال: «وقال لي شيخ الإسلام ابن تيمية ــ قدس الله روحه ــ يومًا: إذا هاش عليك كلب الغنم فلا تشتغل بمحاربته ومدافعته، وعليك بالرَّاعي فاستغث به، فهو يصرف عنك الكلب» (٢).


(١) «أعلام الموقعين»: (٥/ ١٤٠).
(٢) «الكلام على مسألة السماع»: (ص ٩٥).

<<  <   >  >>