للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ويومَ غَازَانَ غَدَا عِنْدَمَا ... شَدَّدَ فِي القَوْلِ وَمَا خَفَّضَا

شقَّ سَوَادَ المُغْل زَاهِي الطُّلَا ... كالماءِ لمَّا مَزَّقَ العَرْمَضَا

جَادَلَ بَلْ جَالَدَ مُسْتَمْسِكًا ... بالحقِّ حتَّى إنَّه أجْهَضَا

ولم يكنْ فيهِ سِوَى أنَّهُ ... خَالَفَ أشْيَاءَ كمنْ قد مَضَى

مُتَّبِعًا فيهِ الدليلَ الّذِيْ ... بَدَا وللهِ فيهِ الْقَضَا

وبعدَ ذَا رَاحَ إلَى رَبِّهِ ... مَا ادَّانَ مِنْ لَهْوٍ ولا اسْتَقْرَضَا

ثَناؤُه مَا انْقَضَّ منهُ الْبِنَا ... وذِكْرُهُ بينَ الوَرَى مَا انْقَضَى

فَجَادَتِ الرحمةُ أرضًا ثَوَى ... فيها وسَقَّتْهَا غُيُوثُ الرِّضَا

وعلى الجملة فكان الشيخ تقيُّ الدِّين ابن تيميَّة أحد الثلاثة الذين عاصرتُهم ولم يكن في الزمان مثلُهم، بل ولا قبلَهم من مئةِ سنة، وهم: الشيخ تقي الدِّين ابن تيمية، والشيخ تقي الدِّين ابن دقيق العيد، وشيخنا العلامة تقي الدِّين السبكي، وقلت في ذلك:

ثلاثةٌ ليس لهمْ رابعٌ ... فلا تكنْ مِن ذاكَ فِي شَكِّ

وكلُّهمْ مُنتسبٌ للتُّقَى ... يَقْصُرُ عَنْهُم وَصْفُ مَنْ يَحْكِيْ

فإنْ تَشَأْ قُلت: ابن تيميَّةٍ ... وابن دقيقِ العيدِ والسُّبْكيْ

* * * *

<<  <   >  >>