من الناس، فرأى الناسُ عسَّافًا حينَ قدم ومعه رجلٌ من العرب فسبُّوه وشتموه، فقال ذلك الرَّجل البدويُّ: هو خير منكم ــ يعني النصراني ــ فرجمهما الناس بالحجارة؛ وأصابت عسَّافًا ووقعت خبطة قوية، فأرسل النائب، فطلب الشيخين: ابن تَيْمِيَّة والفارقي فضربهما بين يديه، ورسم عليهما في العذراوية، وقدم النصراني فأسلم، وعقد مجلس بسببه، وأثبت بَيْنه وبين الشهود عداوة، فحقن دمه، ثمَّ استدعى بالشيخين فأرضاهما وأطلقهما، ولحق النصراني بعد ذلك ببلاد الحجاز، فاتفق قتله قريبًا من مدينة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قتله ابن أخيه هنالك.
وصنف الشَّيخ تقي الدِّين ابن تَيْمِيَّة في هذه الواقعة كتابه «الصارم المسلول على ساب الرسول - صلى الله عليه وسلم -». (١٣/ ٣٥٥). (١٧/ ٦٦٥ - ٦٦٦).
سنة (٦٩٤)
توفي الشَّيخ الامام الخطيب المدرّس المفتي: شرف الدِّين أبو العبَّاس أحمد بن الشَّيخ كمال الدِّين أحمد بن نعمة بن أحمد بن جعفر بن حسين بن حماد المقْدِسِيّ الشافعي ولي القضاء نيابة، والتدريس، والخطابة بدمشق ... وأذن في الإفتاء لجماعة من الفضلاء منهم الشَّيخ الامام العلّامة شيخ الإسلام أبو العبَّاس ابن تَيْمِيَّة، وكان يَفْتَخِر بذلك ويَفْرَح به، ويقول: أنا أذِنْتُ لابن تَيْميَّة بالإفتاء. (١٣/ ٣٦١). (١٧/ ٦٧٨).
سنة (٦٩٥)
وفي يوم الأربعاء سابع عشر شعبان درّس الشَّيخ الامام العلّامة شيخ الإسلام تقي الدِّين ابن تَيْمِيَّة الحَرَّاني بالمدرسة الحنبلية عوضًا عن الشَّيخ زين الدِّين ابن المنجَّى توفي إلى رحمة الله. ونزل ابن تَيْمِيَّة عن حَلْقة