للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

درسًا هائلًا حافلًا، وقد كتبه الشَّيخ تاج الدِّين الفزاري بخطه لكثرة فوائده، وكثرة ما استحسنه الحاضرون. وقد أطنب الحاضرون في شكره على حَداثة سنّه وصِغره، فإنه كَانَ عمره إذ ذاك عشرين سنة وسنتين.

ثمَّ جلس الشَّيخ تقي الدِّين المذكور أيضًا يوم الجمعة عاشر صفر بالجامع الأموي بعد صلاة الجمعة على منبر قد هُيِّئَ له لتفسير القرآن العزيز. فابتدأ من أوله في تفسيره. وكان يجتمع عنده الخلق الكثير، والجمُّ الغفير، ومن كثرة ما كَانَ يورد من العلوم المتنوّعة المحرّرة مع الديانة والزهادة والعبادة، سارت بذكره الركبان في سائر الأقاليم والبلدان. واستمرَّ على ذلك مدة سنين متطاولة. (١٣/ ٣٢١). (١٧/ ٥٩٣).

سنة (٦٩٢)

وكان ممن حجَّ في هذه السنة الشيخُ تقي الدِّين ابن تَيْمِيَّة - رحمه الله -. وكان أميرهم الباسطي، ونالهم في مَعَان ريح شديدة جدًا مات بسببها جماعة، وحملت الريح جمالًا عن أماكنها. وطارت العمائم عن الرؤوس، واشتغل كلّ أحد بنفسه. (١٣/ ٣٥٢). (١٧/ ٦٥٩).

سنة (٦٩٣)

(واقعة عسّاف)

كَانَ هذا الرَّجل من أهل السويداء، قد شهد عليه جماعة أنَّه سبَّ النَّبي - صلى الله عليه وسلم -، وقد استجار عسّافٌ هذا بابن أحمد بن حجي أمير آل عليّ، فاجتمع الشَّيخ تقي الدِّين ابن تَيْمِيَّة، والشيخ زين الدِّين الفارقي شيخ دار الحديث، فدخلا على الأمير عز الدِّين أيبك الحموي، نائب السلطنة، فكلّماه في أمره فأجابهما إلى ذلك، وأرسل ليُحْضِره، فخرجا من عنده، ومعهما خلق كثير

<<  <   >  >>