للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وفي بُكرة يوم الجمعة المذكور دار الشَّيخ تقي الدِّين ابن تَيْمِيَّة - رحمه الله -، وأصحابُه على الخمَّارات والحانات، فكسروا آنية الخمور، وشقوا الظروف وأراقوا الخمور. وعزّروا جماعة من أهل الحانات المتخذة لهذه الفواحش. ففرح الناس بذلك. (١٤/ ١٢). (١٧/ ٧٢٧ - ٧٢٨).

وفي يوم الجمعة العشرين من شوال ركب نائب السلطنة جمال الدِّين آقوش الأفرم في جيش دمشق إلى جبال الجَرَد وكسروان. وخرج الشَّيخ تقيّ الدِّين ابن تَيْمِيَّة ومعه خلق كثير من المتطوّعة والحورانة لقتال أهل تلك الناحية، بسبب فساد دينهم وعقائدهم وكفرهم وضلالهم، وما كانوا عامَلوا به العَسَاكر لما كسرهم التترُ وهَرَبوا؛ حين اجتازوا ببلادهم وثبوا عليهم ونهبوهم، وأخذوا أسلحتهم وخيولَهم، وقتلوا كثيرًا منهم.

فلما وصلوا إلى بلادهم جاء رؤساؤهم إلى الشَّيخ تقيّ الدِّين ابن تَيْمِيَّة، فاستتابهم وبيّن للكثير منهم الصواب، وحصل بذلك خير كثير، وانتصار كبير على أُولئك المفسدين، والتزموا بردّ ما كانوا أخذوه من أموال الجيش، وقرّر عليهم أموالًا كثيرة يحملونها إلى بيت المال، وأقطِعتْ أراضيهم وضياعُهم، ولم يكونوا قبل ذلك يدخلون في طاعة الجند، ولا يلتزمون أحكام الملة، ولا يدينون دين الحق، ولا يحرّمون ما حرَّم الله ورسوله. (١٤/ ١٣). (١٧/ ٧٣٠).

سنة (٧٠٠)

في مُسْتهلِّ صفر وردت الأخبار بقصد التتر بلاد الشَّام، وأنهم عازمون على دخول مصر. فانزعج الناس لذلك، وازدادوا ضعفًا على ضعفهم، وطاشت عقولهم وألبابهم، وشرع الناس في الهرب إلى بلاد مصر والكَرَك

<<  <   >  >>