للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أكثر مما لخَّصه ابن كثير، إلا أن المصادر تُجمع على أن ابن رُشَيِّق هذا كان ملازمًا لشيخ الإسلام، عارفًا بخطه، بل أعرف من الشيخ نفسه، مكثرًا من كتابة كلامه، لا يختلف عليه أصحاب الشيخ أنفُسُهم في هذه الأمور, وقد تقدم كلام ابن عبد الهادي وابن كثير، ثم وجدنا كلامًا غايةً في الأهمية للشيخ شهاب الدِّين ابن مُرِّي الحنبلي في رسالته التي وجهها إلى تلاميذ الشيخ ــ بعد وفاته ــ وفيها حثهم على الاهتمام بكتب الشيخ والاعتناء بها ونسخها، والاستعانة بالشيخ أبي عبد الله (١)

ابن رشيق فإنه أعلم الجماعة بهذا الأمر على الإطلاق، قال: «فاحتفظوا بالشيخ أبي عبد الله ــ أيَّده الله ــ وبما عنده من الذخائر والنفائس، وأقيموا لهذا المهم الجليل بأكثر ما تقدرون عليه، ولو


(١). ذكره ابن مري في رسالته أكثر من مرة بالكنية، ولم يصرِّح باسمه، فظن الباحثون أن المقصود به: ابن القيم، وهو خطأ، والمقصود به: ابن رشيق بدلائل كثيرة في النص، أهمها:
١ - أنه وصفه بالمعرفة التامة بخط الشيخ، وأنه أبرز الجماعة في الاضطلاع بهذه المهمة الشاقة، وهذا أمر تفرّد به ابن رُشَيِّق باتفاق أصحاب الشيخ ــ كما سبق ــ.
٢ - أنه ذكر أن أبا عبد الله هذا قليل ذات اليد، يجب مساعدته من الجماعة ليتفرغ للقيام بهذه المهمة، وهذا موافق لما ذكره ابن كثير من كثرة عياله وأنه مات مَدِينًا.

٣ - أنه قد ذكر في رسالته هذه ابن القيم بقوله: «ورُوْجع الشيخان الصالحان، الفاضلان المحققان: شرف الدين، وشمس الدِّين بن أبي بكر؛ فإنهما أحذق الجماعة على الإطلاق في المناهج العقلية وغيرها، وأذكرهم للمباحث الأصولية» اهـ ــ وأبعد النُّجْعة المعلِّق على رسالة ابن مُرِّي في المراد بشمس الدِّين بن أبي بكر ــ! !
فهذه دلائل واضحة، وبالله التوفيق والاستعانة.

<<  <   >  >>