للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ومات أبوه في السابع والعشرين من ذي الحجَة سنة اثنتين وثمانين بدمشق. وفي يوم الاثنين ثامن المحرّم سنة ثلاث وثمانين، ذُكر الشَّيخ تقيّ الدِّين للدرس موضعَ والده، بدار الحديث من القصّاعين، وحضر عنده قاضي القضاة بهاء الدين، والشيخ تاج الدِّين الفزاريّ، وزين الدِّين ابن المرحّل، وزين الدِّين ابن المُنجَّى وجماعة. وفي يوم الجمعة عاشر صفر، جلس بجامع دمشق على المنبر لتفسير القرآن الكريم مكانَ والده، وابتدأ من أوّل الفاتحة.

وفي يوم الجمعة رابع شهر ربيع الآخر سنة تسعين وستّمائة، ذكر على كرسيِّه شيئًا من الصِّفات، فشنّع عليه نور الدِّين بن مصعب، وساعده الفقير المعتقد نجم الدِّين محمد الحريريّ، وصدر الدِّين ابن الوكيل، وجماعة. وَمَشوا إلى الشيخين شرف الدِّين المقدسيّ وزين الدِّين الفارقاني، ومنعوه من الجلوس فلم يمتنع، وجلس في الجمعة الثانية. وقال قاضي القضاة شهاب الدِّين محمد بن أحمد الخويّي حاكم دمشق: أنا على عقيدة الشَّيخ تقيّ الدِّين فعوتب على ذلك. فقال: لأنّ ذهنه صحيح، وموادّه كثيرة، فلا يقول إلّا الصحيح.

ثمَّ إنَّ القاضي شرف الدِّين المقدسيّ قال: أنا أرجو بركته ودُعاءَه، وهو صاحبي وأخي.

واجتمع به وجيه الدِّين ابن المنجَّى، وزين الدِّين الخطيب، فتبرّأ من القضيّة، وعتب ولده صدر الدين، فسكن الأمرُ بعد ذلك.

وتوجّه إلى الحجّ في سنة اثنتين وتسعين وعاد. فلمّا كَانَ في شهر رجب سنة ثلاث وتسعين، دخل هو والشَّيخ زين الدِّين الفارقيّ إلى الأمير

<<  <   >  >>