للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وحضر أكثر الفقهاء، فيهم نجم الدِّين ابن الرفعة، وعلاء الدِّين التاجي، وفخر الدِّين ابن بنت أبي سعد، وعزّ الدِّين النصراوي، وشمس الدِّين ابن عدلان، ولم يحضر القضاة. وطُلبوا فاعتذروا. وانفصل المجلس، وبات ابن تَيْمِيَّة عند النائب. فأشار الأمير سلار بتأخيره أيامًا ليرى الناس فضلَه ويجتمعُوا به. فعُقِد له مجلسٌ آخر بالمدرسة الصالحيّة بين القصرين.

ثمَّ أخرج من القاهرة [إلى] الإسكندرية [و] معه أمير، ولم يمكّن أحدٌ من جماعته أن يسافرَ معه. ودخل إليها ليلًا وحُبس في برج. ثمَّ توجّه إليه أصحابُه واجتمعوا به. فأقام إلى ثامن شوّال. وطلب فسار إلى القاهرة، واجتمع بالسلطان في يوم الجمعة رابع عشريْه فأكرمه وتلقّاه في مجلس حفل فيه القضاة والفقهاء، وأصلح بيْنهم وبينَه.

ونزل إلى القاهرة فسكن بجانب المشهد الحسينيّ، وتردّد الفقهاء والأمراء والأجناد وطوائف الناس إليه.

فلمّا كَانَ في العشر الأوسط من شهر رجب سنة إحدى عشرة وسبعمائة، ظفر به أحد المتعصّبين عليه في مكان خال، فأساء عليه الأدب. وعلم بذلك أصحابه فحضر إليه كثير من الجند وتحدّثُوا بالانتصار له، فأبى ذلك ومنعهم منه.

ثمَّ خرج إلى دمشق مع العسكر قاصدًا الغزاة، وتوجّه إلى القدس وسار على عجلون وزرع، فدخل دمشق في أوّل ذي القعدة ــ وقد غاب عنها أكثر من سبع سنين ــ ومعه أخواه وجماعة من أصحابه. فخرج إليه خلق كثير، وسُرّوا به سرورًا كبيرًا.

وفي يوم الأربعاء العشرين من شوّال سنة ستّ عشرة وسبعمائة، توفّيت

<<  <   >  >>